دبي بوابة الشركات البريطانية لأسواق كردستان العراق

أجمع المتحدثون في المحاضرة التي نظمها مجلس العمل البريطاني في دبي أمس في فندق الشانغريلا، تحت عنوان "ممارسة أنشطة الأعمال في كردستان"، على أهمية دبي كبوابة للشركات البريطانية لدخول أسواق إقليم كردستان العراق.

وأكد المتحدثون تزايد اهتمام الشركات الإماراتية بالإقليم، واستشهدوا باستثمارات شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة "طاقة" لتطوير حقل أتروش النفطي شمال غرب أربيل، إلى جانب إطلاق شركة "إعمار العقارية" مؤخراً، مشروع "داون تاون أربيل" بقيمة 11 مليار درهم في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.

بالإضافة إلى استثمارات شركات إماراتية أخرى في الإقليم، مع الإشارة إلى اهتمام بارز من الشركات الموجودة بجبل علي، والتي تتردد بشــكل متزايد على كردستان، والتي تزخر بفرص الاستثمار الهائلة يساعدها في ذلك سهولة السفر من دبي إلى كردستان، والتي تبعــد أقل من 3 ساعات بالطـائرة، ووجــود أربع رحلات إلى كردستان من الإمارات.

فرص

وقدم جون داون الشريك والمدير المؤسس لمكتب (آزور للخدمات)، والذي يقدم خدمات متكاملة للشركات التي ترغب في تأسيس وجود لها في أربيل، عرضاً أمام عدد كبير من الشركات البريطانية العاملة في الإمارات بشأن فرص الأعمال والاستثمار في إقليم كردستان العراق، قائلاً بأن الوقت قد حان لأن ينظر المستثمرون باهتمام كبير لكردستان، والتي تزخر بفرص الاستثمار في شتى القطاعات، داعياً الشركات البريطانية.

وخاصة الموجودة في جبل علي، للاستفادة من الروابط القوية بين دبي وإقليم كردستان، كما دعا الشركات البريطانية إلى أن تجعل البضائع والخدمات التي تقدمها في أسواق كردستان متميزة، في ظل منافسة قوية قادمة من الصين وإيران وتركيا.

وخص الشركات البريطانية على تعزيز وجودها في أسواق كردستان العراق، وخاصة أن الإقليم يتيح التملك الحر للمشاريع والأعمال للشركات الأجنبية، مؤكداً على الفرص الاستثمارية الواعدة في أسواق كردستان العراق في العديد من القطاعات، على رأسها النفط والغاز، والبنية التحتية، والخدمات، والتسويق، والزراعة وتجهيز الأغذية والتعليم والصحة والتجزئة والاتصالات.

اقتصاد في نمو

واستعرض جون داون أداء اقتصاد إقليم كردستان العراق، حيث قال بأن إجمالي الناتج المحلي للإقليم يبلغ حالياً 29 مليار دولار، مقارنة بـ 23.6 مليار دولار في عام 2012 بنمو 8 %، في حين كان قد سجل 23.6 مليار دولار في عام 2012 بنمو 12 %. في حين بلغ التضخم 5.6 %.

مشيراً إلى أن هناك 2.300 شركة أجنبية تعمل في كردستان، إلى جانب 15 ألف شركة محلية، وتحدث عن الانتخابات الجارية في العراق، قائلاً إن الجميع يترقب نتائج تلك الانتخابات، والتي علقت خطط شركات لحين ظهور النتائج، مرجحاً أن يتجه إقليم كردستان نحو مزيد من الاستقلالية إذا ما أصبحت علاقته مع بغداد أكثر سلبية.

وتحدث عن حصول نمو في الطلب على السلع الاستهلاكية، وخاصة مبيعات مركبات رانج روفر الرباعية، كما أشار إلى وجود نسبة إشغال عالية في فنادق كردستان، داعياً للاستثمار في بناء الفنادق، وخاصة أنه لا يوجد سوى فندقين خمسة نجوم في الإقليم، في ظل طلب كبير متزايد للسياح ورجال الأعمال والمستثمرين على كردستان، داعياً المستثمرين من الإمارات وبريطانيا للاستثمار في قطاع الفنادق، مشيداً بدبي قائلاً بأنها تقود المنطقة في أعداد الفنادق، مع نمو متزايد للفنادق الجديدة في أبو ظبي.

قطاع النفط

وقال جون داون بأن احتياطات النفط في إقليم كردستان العراق تقدر بنحو 45 مليار برميل، مضيفاً أن هناك شركات نفطية نشطة مثل شل، وتوتال، زتاليسمان، وهانت، وجلف كيستون، وماراثون.

وأشار إلى وجود استثمارات تتراوح ما بين 15-20 مليار دولار بقطاع النفط في الإقليم، وتحدث عن وجود اتفاقية ثنائية للتصدير بين أربيل وأنقرة، وأضاف أن 1.5 مليون برميل من النفط الكردي قابعة بالصهاريج في تركيا جاهزة لتسويقها.

مشيراً إلى أن الاتفاق يقضي بأن تدفع بغداد 17 % من عائدات النفط إلى أربيل، لكن البعض يقدر تلك النسبة بـ 11.5 %، وبالتالي المدفوعات قد انخفضت اليوم، كما أن رواتب القطاعات العام في كردستان لم تدفع، ما أثر في البنوك، وكان له تداعيات على الاقتصاد الكردستاني.

فيما تبلغ مطالبات التعويضات المتبقية مقابل بغداد بنحو 200 مليار دولار. وأشار إلى أن هناك حالياً طفرة للتنقيب عن النفط في كردستان، ما يقود لتحقيق ازدهار.

وأكد على أن إقليم كردستان يشهد نمواً اقتصادياً، وهو إقليم آمن ومستقر ومنفتح ومستقل، مضيفاً أن الاستثمار الأجنبي المباشر للشركات الواردة للإقليم سجلت 5 مليارات دولار في عام 2012.

بيئة مشجعة

وحث آلان فاولي الرئيس التنفيذي لشركة (تيلر آند كو) المتخصصة في تقديم المشورات للعملاء في العراق منذ أكثر من 10 سنوات، الشركات البريطانية على اغتنام الفرص في إقليم كردستان العراق، وقال إن هناك استثمارات بنحو 38 مليار دولار في 660 مشروعاً في كردستان اليوم.

وقال بأن الإقليم يعفي المستثمر من الضرائب لعشر سنوات، عندما يتجه للاستثمار في قطاع بناء المنازل والبنية التحتية، مثل الجسور والطرق والمطارات، وتشمل الإعفاءات أيضاً المستثمرين في قطاع الصناعة، والطاقة، والزراعة، والفنادق والسياحة، والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات والبنوك.

وقال بأن ضريبة الدخل على الشركات الأجنبية في الإقليم لا تتجاوز 15 %، وهي أقل مقارنة بنظيرتها في بريطانيا، فيما 5 % الرسوم الجمركية.
مؤتمر مشاريع كردستان

يوفر مؤتمر ميد لمشاريع كردستان، المقرر في 8-10 يونيو في روتانا أربيل، نظرة شاملة لسوق المشاريع، وتحديد مكامن الفرص الرئيسة للمستثمرين والممولين والمقاولين والموردين.

فمنذ فترة طويلة، تعتبر منطقة كردستان العراق بيئة صديقة للأعمال التجارية للشركات الأجنبية، وبوابة لممارسة الأعمال التجارية في أماكن أخرى من البلاد. ولكن التطورات الأخيرة قد شهدت تصاعداً في النشاط التجاري، ما يجعلها واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.