شجاع العجمي: 4.3 مليارات دينار إجمالي إنفاق «الوقود البيئي» .. و2.1 مليار دينار نصيب القطاع الخاص
مع انشغال الكويت والعالم بمعالجة تداعيات أنتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، لم يتوقف العمل في مشروع الوقود البيئي الأضخم في البلاد، لتنجح شركة البترول الوطنية الكويتية في تسجيل اللحظة التاريخية الفارقة منذ تأسيسها بتشغيل المشروع الأضخم ضمن خطة التنمية بالبلاد منذ أيام قليلة في مصفاة ميناء الأحمدي وتصدير أول شحنة تجارية الى الخارج من مادة الديزل بكمية 40 ألف طن.
«الأنباء» أتيحت لها الفرصة لتفقد مشروع «الوقود البيئي» في مصفاة الاحمدي والتعرف على أدق التفاصيل التي مر بها المشروع منذ توقيع عقوده قبل سنوات إلى تدشينه رسميا، فكان لنا لقاء خاص مع مدير عمليات التشغيل لمشروع الوقود البيئي في المصفاة م.شجاع العجمي الذي قال ان المشروع يمثل قصة نجاح بدءا من الفكرة ومرورا بالتنفيذ وانتهاء بالتشغيل لتصل الطاقة التكريرية لمصفاة الاحمدي الى 346 ألف برميل يوميا.
وكشف العجمي عن ان اجمالي الإنفاق على المشروع بلغ 4.3 مليارات دينار بنهاية فبراير 2020، وما تم صرفه من قبل مقاولي المشروع في السوق المحلي من بداية المشروع حتى نهاية 2019 تجاوز 34% من قيمة العقود التنفيذية أي ما يعادل 2.1 مليار دينار (يعادل 9.3 مليارات دولار). وحول عملية التوظيف، قال العجمي انه قبل تشغيل المشروع بنحو عامين، تم تشكيل فريق عمل يتولى إدارة هذا الصرح الكبير،
ويصل عدد موظفي المشروع بدائرة العمليات في مصفاة ميناء الأحمدي إلى 350 موظفا. وفيما يلي التفاصيل:
* نبارك لكم وللكويت هذه اللحظة التاريخية للقطاع النفطي بتشغيل كامل وحدات مشروع الوقود البيئي في مصفاة الأحمدي.. نود إلقاء الضوء على هذا الأمر؟
- أود في البداية أن أشكركم على هذا اللقاء، وفي واقع الأمر هذه محطة تاريخية بالفعل، فمشروع الوقود البيئي مشروع ضخم ومهم، وبشكل عام يهدف الى تمكين الشركة من توسعة نطاق بيع مشتقاتها النفطية في الأسواق العالمية، والتي تضع اشتراطات ومواصفات محددة وصارمة.. لذلك تم تحديث مصفاتي ميناء الاحمدي وميناء عبدالله لتحقيق هذا الهدف، وذلك عبر انشاء العديد من وحدات الإنتاج الجديدة وفق أعلى تكنولوجيا في هذا المجال، وقد أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري الانتهاء من تشغيل جميع وحدات مشروع الوقود البيئي في مصفاة الاحمدي.
وكانت عمليات التشغيل لوحدات الخدمات قد انطلقت في أواخر سنة 2018، وتبعتها عمليات تشغيل الوحدات المساندة في سبتمبر 2019، بينما انطلقت عمليات تشغيل وحدات الانتاج في أواخر 2019 وانتهت بنجاح في الأسبوع الأول من الشهر الجاري بتشغيل وحدات إنتاج الفحم البترولي ومعالجة النافثا.
ويمثل المشروع قصة نجاح لشركة البترول الوطنية بدءا من اطلاق الفكرة مرورا بالتنفيذ وانتهاء بالتشغيل، حيث يعتبر المشروع فريدا من نوعه، حيث تعتبر أكبر عملية تحديث لمصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، وقد تمت هذه العملية دون التأثير علي سير عمليات الانتاج واستمرار وفاء الشركة بجميع التزاماتها تجاه عملائها في الاسواق الداخلية والخارجية.
* تزامن تشغيل المشروع مع ظروف استثنائية صعبة يمر بها العالم والكويت نجمت عن تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد.. كيف انعكس ذلك عليكم خصوصا في مرحلة التشغيل النهائية؟
- مع تفشي فيروس كورونا المستجد عالميا لاحظنا تقيد في حركة المصنعين والمرخصين العالميين وعدم رغبتهم وعدم رغبة شركاتهم بالسفر في ظل هذه الظروف، وبعد ان اعلن مجلس الوزراء في تاريخ 12 مارس 2020 عن تعطيل جميع الدوائر الحكومية وإغلاق مطار الكويت احترازيا لاحظنا مغادرة المصنعين والمرخصين العالميين المتواجدين في مواقع الشركة لمتابعة عمليات التشغيل الأولية لهذه الوحدات والمعدات كما جرت العاده في كل المشاريع، وبما أن مشروع الوقود البيئي وصل إلى مرحلة متقدمة من تجهيز التشغيل لأكبر الوحدات وأكثرها تعقيدا، فقد أصبحت الشركة امام خيارين، الأول وقف عمليات التشغيل بانتظار انتهاء الأزمة العالمية دون معرفة تاريخ محدد لذلك، أو المضي قدما في عمليات التشغيل اعتمادا على كوادر الشركة.
وإيمانا من الشركة بخطة التدريب والتجهيز التي عملت عليها طويلا، تم الاتفاق على الأخذ بالخيار الثاني، وعليه فقد تم تشغيل الوحدات بشكل آمن وفق الجدول الزمني المقرر، ويعد هذا بمنزلة إنجاز متميز لشركة البترول الوطنية وجميع كوادرها.
* تضمن المشروع تخفيضا للطاقة التكريرية لمصفاة ميناء الاحمدي عن مستواها السابق .. نود التعرف على هذا الأمر.
- تبلغ الطاقة التكريرية الاجمالية لمصفاة ميناء الاحمدي بعد تشغيل المشروع 346 ألف برميل يوميا، بما يعني تراجعا في كمية الإنتاج التي كانت تصل إلى 466 ألف برميل في اليوم قبل تشغيل المشروع، لكن مواصفات المنتجات الجديدة ستكون أكثر ربحية وأكثر ملاءمة للبيئة، وتفتح العديد من الأسواق العالمية امام منتجات الشركة، بالإضافة إلى تلبية احتياجات السوق المحلي.
الجدير بالذكر هنا أن الطاقة التكريرية الإجمالية السابقة لمصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله كانت 736 الف برميل وسوف تصل بعد اكتمال المشروع إلى 800 الف برميل باليوم.
* ما حجم الاعمال والعمالة التي نفذت هذا المشروع الأضخم في تاريخ شركة البترول الوطنية الكويتية؟
- تبلغ الميزانية المعتمدة للمشروع 4.68 مليارات دينار، وتم تنفيذه من خلال 3 حزم رئيسية كل حزمة تضم تحالفا مكونا من 3 من كبريات الشركات العالمية، هذا فيما يخص المقاول الرئيسي فقط، الذي بدوره تعاقد مع عدد من المقاولين الآخرين، كما يعتمد المشروع على التعامل مع شركات عالمية من المرخصين من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وكذلك شركات عالمية من المصنعين من مختلف دول العالم.
اما بالنسبة لعدد العمالة في المشروع ككل فقد وصل في الذروة الى 58.5 ألف عامل، وفي حزمة مصفاة ميناء الأحمدي وصل العدد إلى 28 ألف عامل، وعدد العمالة الحالية في المصفاة يبلغ تقريبا 2600 عامل وهو في تناقص مستمر.
* ما كمية ونوعية ومواصفات المنتجات البترولية التي ينتجها المشروع؟
- بعد تشغيل مشروع الوقود البيئي في مصفاة ميناء الأحمدي، تقوم المصفاة بإنتاج مشتقات كالآتي:
1 ـ انتاج النافثا بكمية تصل إلى 8 كيلو أطنان باليوم وتعادل 73.2 ألف برميل باليوم حيث تم تحسين جودة المنتج بيئيا من حيث الكبريت من 700 جزء من المليون إلى 500 جزء من المليون.
2 ـ قدرة انتاج وقود السيارات (الجازولين) زادت من 7.8 كيلو أطنان باليوم ويعادل 66 ألف برميل باليوم إلى 13 كيلو طنا باليوم ويعادل 110 ألف برميل باليوم، بمواصفات بيئية عالية الجودة، حيث انخفض مستوى الكبريت من 500 جزء من المليون إلى 10 أجزاء من المليون، والتقيد بتخفيض نسبة حجم الانبعاثات غير البيئية مثل البنزين انخفض من 4% إلى 1%، والعطريات انخفض إلى 35%، والأولوفين أصبح الحد الأقصى 18%.
3 ـ تم تحسين جودة منتج وقود الطائرات، حيث تم تخفيض نسبة الكبريت من 3000 جزء من المليون إلى 1000 جزء من المليون.
4 ـ أما بالنسبة للديزل، فقد تم تحسين مواصفاته البيئية من حيث الكبريت الذي انخفض من 500 جزء من المليون إلى 10 أجزاء من المليون.
5 ـ بعد إطفاء وحدة التقطير رقم 3، وبناء وحدة جديدة اسمها وحدة إعادة التشغيل الفراغي (VACUUM RERUN UNIT-183) وتشغيلها وتشغيل وحدة انتاج الفحم المكلسن (Delay Coker Unit- 136)، يتم انتاج 55 ألف برميل باليوم من زيت الوقود من وحدتي إعادة التشغيل الفراغي ـ 83 و183، 37 ألف برميل باليوم منه يتم إرساله لوحدة انتاج الفحم المكلسن، أما المتبقي والبالغ 18 ألف برميل باليوم من زيت الوقود منخفض الكبريت (1% كبريت) فيتم تصديره إما لمحطات القوى الكهربائية، أو للتصدير الخارجي.
6 ـ أصبحت لدى مصفاة ميناء الأحمدي القدرة على انتاج الفحم المكلسن ونقله إلى مصفاة ميناء عبدالله.
* هل تم تصدير شحنات تجارية من المشروع؟
- لقد تم تصدير أول شحنة ديزل من المشروع للخارج بتاريخ 4 الجاري في باخرة تيناسيتي (Tenacity ship) بكمية 40 ألف طن.
* ما حجم الانفاق الفعلي على المشروع، وما نصيب القطاع الخاص المحلي؟
- اجمالي الإنفاق حتى فبراير 2020 تجاوز 4.3 مليارات دينار، وما تم صرفه من قبل مقاولي المشروع في السوق المحلي من بداية المشروع حتى نهاية 2019 تجاوز 34% من قيمة العقود التنفيذية أي ما يعادل 2.1 مليار دينار ما يعادل 9.3 مليارات دولار.
* عدد الكويتيين الذين تم تدريبهم وتأهيلهم لتشغيل مشروع الوقود البيئي؟
- تهتم إدارة الشركة بالاستثمار في العنصر البشري، والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير قدرات ومهارات موظفيها، وقد تم ابتعاث عدد من مهندسي المصفاة إلى الشركات الكبرى في مختلف دول العالم، وذلك ضمن خطة التطوير التي تلتزم بها الشركة.
كما تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية والورش المختلفة سواء في داخل الكويت أو في الشركات العالمية المتخصصة بقطاع النفط والغاز حول العالم، وذلك عن طريق الموردين والمرخصين، وذلك لتطوير فريق العمل، وتمكينه من إدارة منشآت الشركة بشكل احترافي، وقد تم اخضاع الموظفين لبرامج تدريبية وفق أحدث التكنولوجيا في هذا المجال من خلال نظام المحاكاة، وهذا بخلاف تبادل الخبرات ما بين مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، وأيضا تم تشكيل فرق متخصصة حسب الوحدات التي يتضمنها المشروع.
وأشير هنا إلى أن أحد الأهداف الاستراتيجية لمشروع الوقود البيئي هو توفير فرص عمل للشباب الكويتي للانخراط في قطاع النفط والتكرير، ولذلك فقد بدأت عملية التوظيف قبل تشغيل المشروع بحوالي عامين، لإعداد فريق عمل يتولى إدارة هذا الصرح الكبير، ويصل عدد موظفي المشروع بدائرة العمليات في مصفاة ميناء الأحمدي إلى 350 موظفا.
* ما الاسواق الجديدة التي ستصبح لدينا الامكانية لدخولها بعد رفع مواصفات المنتجات البترولية، وما استفادة السوق المحلي من تلك المنتجات؟
- ستتمكن منتجات البترول الوطنية من دخول الأسواق الأوروبية والأسترالية، حيث ستقوم الشركة بتصدير منتج الديزل المطابق للمواصفات لجميع الأسواق الأوروبية والأسترالية أيضا.
أما بالنسبة للسوق المحلي، فقد تم تحسين جودة المنتجات المحلية بيئيا، مما سيساهم في انخفاض الانبعاثات الملوثة بشكل كبير داخل الدولة.
معلومات خاصة بالأعمال بمصفاة ميناء الأحمدي
- تتجسد ضخامة أعمال المشروع في كمية اعمال التصنيع الخاصة بمعداته، حيث شارك في تصنيع هذه المعدات حوالي 199 شركة عالمية ومصنع يمثلون 23 دولة حول العالم، وذلك من خلال صدور 526 أمر شراء، هذا بالإضافة للعديد من الشركات العالمية المرخصة للتكنولوجيا المستخدمة في المشروع.
- بلغ الحد الأقصى لعدد العمالة والموظفين لحزمة مصفاة ميناء الأحمدي 27.7 ألفا، وبلغ عدد العمالة الإنشائية في نهاية شهر يناير 2020 نحو 5.258 عاملا.
- تم تركيب ما مجموعه 2.559 معدة في 196.5 نظاما.
- من التحديات الكبرى التي واجهت المشروع هو عمليات الربط مع المصفاة القائمة، حيث جرت جميع اعمال الربط الخاصة بالمشروع سواء فيما يتعلق بتحديث الوحدات القائمة أو انشاء وحدات جديدة بدون تأثير على سلامة التشغيل أو الإنتاج والالتزامات مع تعاقدات العملاء بالمصافي، بحيث بلغت 2116 عملية ربط، من 2.130 نقطة ربط ميكانيكية.
وتعتبر هذه العملية بالغة التعقيد حيث يتم الربط بشكل آمن دون أن يكون هناك تأثير على استمرارية العمل بالمصفاة.
- يبلغ مجموع أطوال الخطوط الممتدة تحت الأرض 156 كيلو مترا.
- نظام التشغيل والتحكم يغذي عن طريق شبكات تغذية كهربائية وشبكات تحكم إلكترونية مجموع أطوال الأسلاك الخاصة بها يبلغ 6.722 كيلو مترا ـ ربطت مع الشبكات الحالية عن طريق 826 نقطة ربط.
- 339 كيلو مترا هو مجموع أطوال الخطوط المحفوظة بالبخار.
- مقدار الإنفاق المحلي للحزمة جاوز 300 مليون دينار من المدفوعات.
وحدات المشروع في المصفاة
تتكون وحدات مشروع الوقود البيئي في مصفاة ميناء الأحمدي من الوحدات التالية:
1 ـ وحدات الخدمات وتضم:
- وحدات انتاج بخار الماء والمياه المقطرة ومياه التبريد.
- وحدات إنتاج غاز النيتروجين والهواء.
- وحدات معالجة تصريف المياه.
2 ـ الوحدات المساندة وتضم:
- وحدات معالجة الغازات الحمضية.
- وحدات معالجة المياه الحمضية.
- وحدات إنتاج الكبريت.
3 ـ وحدات الانتاج وتضم:
- وحدة معالجة الغاز البترولي، وتنتج 2264 برميل باليوم.
- وحدة تحويل النافثا، وتنتج 30 ألف برميل باليوم.
- وحدة معالجة الايزوبينتان، وتنتج 8 آلاف برميل باليوم.
- وحدة فصل الايزوبينتان، وتنتج 40 ألف برميل باليوم.
- وحدة فصل الايزوبينتنايزر، وتنتج 6.8 آلاف برميل باليوم.
- وحدة انتاج الديزل منخفض الكبريت، وتنتج 45 ألف برميل باليوم.
- وحدة معالجة النافثا، وتنتج 26 ألف برميل باليوم.
- وحدة انتاج الهيدروجين، وتنتج 60 ألف متر مكعب بالساعة.
- وحدة معالجة الزيت الثقيل، وتنتج 50 ألف برميل باليوم.
- وحدة التقطير الفراغي، وتنتج 72 ألف برميل باليوم.
- وحدة إنتاج الفحم البترولي، وتنتج 37 الأف برميل باليوم.
- وحدة معالجة نافثا، وتنتج 8.4 آلاف برميل باليوم.
باقة ورد
باقة ورد لمديرة العلاقات العامة والاعلام خلود المطيري على الجهود المتميزة التي قامت بها لانجاح جولة «الانباء» في مصفاة الأحمدي في مثل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها الكويت جراء فيروس كورونا المستجد، ولكل فريق إدارة العلاقات والاعلام في شركة البترول الوطنية الكويتية.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}