"الفريق الوطني لمكافحة كورونا": أهمية التزام الفرد بمسؤوليته لحفظ نفسه وكافة أفراد المجتمع كونه حائط الصد الأول ضد الفيروس
أكد الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) على أهمية التزام الفرد بمسؤوليته لحفظ نفسه وكافة أفراد المجتمع كونه يمثل حائط الصد الأول ضد الفيروس عبر اتباعه الإجراءات الوقائية.
وأشار المانع إلى أن وزارة الصحة تتابع كافة المؤشرات ذات العلاقة بالفيروس، والتي على إثرها يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية، مؤكدًا أن الجهات المختصة لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المحلات المخالفة للإجراءات الاحترازية الصادرة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
ونوه الدكتور المانع بوجود العديد من النماذج والقصص الناجحة من (فريق البحرين) ممن حولوا تحدي الفيروس إلى فرصة للتطوير والتحسين، وأطلقوا العديد من المبادرات والأفكار الإبداعية التي تصب في سياق دعم الجهود الوطنية، متمنيا من الجميع الالتزام بمسؤولية وعدم التهاون في استشعار خطر الفيروس.
وحول ما تم الإعلان عنه بشأن مراسم العزاء وتشييع الجنائز وذلك استناداً للإجراءات الاحترازية الصادرة عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، لفت الدكتور المانع إلى ضرورة اقتصار تشييع الجنائز على الأقارب فقط واتخاذ الاحتياطات الوقائية المتمثلة في لبس الكمامات والقفازات، وترك مسافة آمنة بين المشيعين، وعدم المصافحة أو المعانقة، واستقبال العزاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف وكيل وزارة الصحة أنه بناءً على عرض وزارة شؤون الشباب والرياضة وتوصيات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا وافقت اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله على السماح بالتدريب الداخلي والخارجي للرياضيين المحترفين والمنتخبات الوطنية وفق التعليمات المعتمدة، والسماح أيضاً باستئناف الدوريات المحلية بحلول منتصف يوليو بدون جمهور، مؤكدًا على المساعي الحثيثة المبذولة ضمن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا لزيادة الوعي بين أفراد المجتمع جميعاً وترسيخ طرق وسبل الوقاية من الفيروس.
وأعرب المانع عن شكره لوزارة الخارجية على جهودها وتنسيقها المستمر مع السفارات المختلفة في مملكة البحرين، حيث أبدت السفارات تجاوبًا فعالاً في توعية جالياتها بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الصادرة بالتعاون مع الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن كافة الجهود الوطنية مستمرة للتصدي لفيروس كورونا والتعامل بكفاءة ومرونة عاليتين مع مختلف المستجدات.
وأشار المانع إلى أن نسبة المتعافين بلغت 70.45% من الحالات القائمة، في حين بلغت نسبة الوفيات 0.24% من الحالات القائمة، كما بلغت الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج 8170 سريرًا يبلغ الإشغال منها 3922 سريرًا، كما أن 1718 من الحالات القائمة يتم تطبيق العزل الصحي المنزلي الاختياري عليها وذلك لعدم ظهور الأعراض عليها وتطابقها مع الشروط المحددة لهذا النوع من العزل، في حين تبلغ الطاقة الاستيعابية لمراكز الحجر الصحي الاحترازي 3410 أسّرة، يبلغ الإشغال منها 668 سريرًا. وقال المانع إن هدفنا جميعًا هو القضاء على هذا الفيروس متحدين متكاتفين كجسد واحد، وسنحقق الهدف بتعاونكم والتزامكم بمسؤولية.
من جهته، أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا على أهمية الالتزام بكافة التعليمات الصادرة من الجهات المعنية بما يحفظ صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع.
وأشار القحطاني إلى أنه ومع زيادة الفحوصات المختبرية، ازدادت أعداد المخالطين حتى تم فحص أكثر من 60 ألف شخص تم الاشتباه بمخالطتهم لحالات قائمة إلى اليوم، معربًا عن شكره للفريق القائم على آلية تفاصيل أثر المخالطين على جهودهم التي لها دور بارز في الحد من انتشار الفيروس.
وأضاف أن مملكة البحرين كبقية الدول بدأت مبكرًا تجاربها السريرية للقضاء على الفيروس الذي اجتاح العالم، وأن المملكة مستمرة في مواصلة جهودها لتطوير بروتوكولها العلاجي، وبدأت العلاج ببلازما المتعافين، حيث بين القحطاني أنه في أبريل الماضي، تم تشكيل فريق لتنفيذ البحوث السريرية المتعلقة بفيروس كورونا برئاسة معالي اللواء البروفيسور الشيخ خالد بن علي آل خليفة قائد الخدمات الطبية الملكية بالمستشفى العسكري، وتم فتح باب التبرع بالبلازما في بنك الدم بالمستشفى العسكري حيث تم استقبال أكثر من 200 شخصًا متعافيًا ممن تنطبق عليهم الشروط.
وقال القحطاني إن فلسفة العلاج تقوم على أنه عندما يصاب جسم الانسان بأي مرض فيروسي ومن ضمنها فيروس كورونا فإن الجهاز المناعي في الجسم يقوم بتكوين أجسام مضادة للمرض والتي بدورها تساعد الجسم في التغلب على الفيروس والتعافي من المرض، وتتواجد هذه الأجسام المضادة في أحد مكونات الدم الأساسية ويسمى البلازما وذلك خلال فترة التعافي من المرض ولذلك يطلق عليها بلازما النقاهة.
وحول آلية التبرع ببلازما النقاهة، أوضح القحطاني أن المتعافي يقوم بالتبرع الاعتيادي للدم والذي يستغرق حوالي 10 دقائق، ويتم بعدها توزيع بلازما النقاهة المتبرع بها على جميع مراكز العزل والعلاج للحالات القائمة، مؤكدًا أن التبرع بالدم أو البلازما لا يقلل بأي شكل من الأشكال من المناعة الشخصية ضد الفيروس، لا سيما في احتفاظ الجسم على نسبة جيدة من الأجسام المضادة المتكونة.
أما بالنسبة للشروط الواجب توافرها في المتبرع ببلازما النقاهة أوضح القحطاني أن الشروط تتمثل في أن المتبرع بالدم قد سبق إصابته بفيروس كورونا، وأن يتمتع بصحة جيدة تؤهله للتبرع بالدم، والانتهاء من الحجر الصحي الاحترازي من مدة لا تقل عن أسبوعين، وأن تكون نتيجة آخر مسحة أنفية سلبية للفيروس، وألّا يعاني المتبرع من أي أعراض في الوقت الحالي، كما يمكن للرجال التبرع وكذلك النساء بشرط أن لم يسبق لها الحمل قبل ذلك، إلى جانب أن يكون وزن المتبرع أكثر من 50 كج وعمره بين 21 و60 عاماً.
وأضاف القحطاني بأن التبرع بالدم واجب وطني، ونعول على كافة المتعافين من مواطنين ومقيمين للمساهمة في هذا الواجب، كما وندعو الراغبين بالتبرع التواصل مع قسم التبرع بالدم بالخدمات الطبية الملكية لمزيد من المعلومات، وأنه بتكاتف الجميع ودعمهم والتزامهم بمسؤولية سنتمكن من التصدي للفيروس.
من جانبه أعرب المقدم طبيب أحمد محمد الأنصاري مدير مشروع التسيير الذاتي للمستشفيات الحكومية بالمجلس الأعلى للصحة عن شكره للمواطنين والمقيمين على ما يبدونه من التزام بالإجراءات الاحترازية والتقيد بالسلوكيات الصحية خلال الفترة الماضية، وإلى كافة الكوادر العاملة في الميادين لاسيما الصحية والأمنية والخدمية والصحافة والتي تعمل على مدار الساعة لخدمة الوطن والمواطنين والمُقيمين.
وأكد الأنصاري على أهمية التقيد بتدابير التباعد الاجتماعي بالوقت الحالي عبر ترك مسافة لا تقل عن مترين بين كل شخص وآخر، والتقيد بكافة التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية في المملكة ليعود الوضع كما كان عليه وأفضل.
واستعرض الأنصاري المؤشرات المتعلقة بقياس انتشار الفيروس في المجتمع، إذ أن هناك خمسة مؤشرات يتم الاعتماد عليها أولها الوقت المستغرق لمضاعفة إجمالي الحالات، حيث أن المعايير الدولية أكدت على أهمية عدم تضاعف أعداد الحالات القائمة خلال مدة تستغرق أقل من أسبوعين، إذ أنه عندما تكون المدة أقل من ذلك فإن ذلك يعد أمراً سلبياً، وأن انتشار فيروس كورونا أسرع من المتوسط الطبيعي الذي يبلغ أسبوعين في مضاعفة الحالات، كما أن مدة الوقت المستغرق لمضاعفة الحالات بين المواطنين خلال الشهرين الماضيين تراوحت بين 27 يوم إلى 11 يوم، مشيراً إلى أنه في 13 يونيو الماضي بلغ الوقت المستغرق لتضاعف الحالات 11 يوماً مما يعكس انتشار متسارع للفيروس بين المواطنين، ويعزى ذلك إلى عدم التقيد بالتدابير الوقائية والإرشادات الموضوعة لحفظ سلامة الجميع.
لافتا إلى أن المؤشر الثاني هو لقياس نسبة الحالات القائمة الجديدة مقارنةً بالحالات المتعافية، حيث من الممكن أن تكون بدرجة واحدٍ لواحد، أما في حالة تزايد أعداد الحالات القائمة بالنسبة للحالات المتعافية وتجاوزها لعدد واحد لواحد فإن ذلك يعكس الانتشار الأوسع للفيروس، حيث تراوحت نسبة الحالات القائمة في الأسبوع الماضي بالنسبة للحالات المتعافية ما بين 0.8% إلى 1.6%، وبناءً على ذلك يُنصح بالالتزام والحيطة والحذر واتباع جميع الإجراءات الوقائية للتصدي لهذا الفيروس والتغلب عليه في أسرع مدة ممكنة.
ونوه الأنصاري بأن المؤشر الثالث هو معدل النتائج الإيجابية من إجمالي عدد الفحوصات اليومية، والذي يعد أحد المعايير الأساسية أيضاً هي نسبة النتائج الإيجابية (أي الحالات القائمة) من إجمالي عدد الفحوصات حيث يجب ألا تتجاوز نسبة الفحوصات الإيجابية أكثر من 5% من العدد الكلي للفحوصات، حيث تراوحت نسبة الفحوصات الإيجابية خلال الأسابيع الماضية من العدد الكلي للفحوصات في المملكة ما بين 5.7% إلى 9%، وهو ما يدل على ثبات في الانتشار ويذكرنا بمسؤوليتنا الفردية وأهمية الالتزام الكامل بالتعليمات لنتمكن من التصدي للفيروس والحد من انتشاره.
وأضاف الأنصاري أن المؤشر الرابع هو رقم التكاثر الفوري التقديري، مجتمع (R (t، والذي يعرف بعدد الأشخاص الذين يمكن أن يتعرضوا للإصابة بالفيروس من حالة قائمة واحدة والعدد 1 R يعني أن الشخص ينقل الفيروس لشخص آخر فقط، حيث تراوحت نسبة معدل التكاثر الفوري في الأسبوع الماضي في المملكة ما بين 1.3% إلى 1.8%، إذ أن النسبة يجب أن تكون أقل من 1 ليتم تجاوز هذا التحدي بنجاح ولن يتحقق ذلك إلى من خلال التزام الجميع بمسؤولية.
وأوضح الأنصاري أن المؤشر الخامس يتعلق بالطاقة الاستيعابية والطاقم الطبي، إذ أنه مع الإجراءات الاستباقية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بأنه تم توفير أسرّة بعدد كافي في المستشفيات للعناية وكذلك لاستقبال الحالات القائمة، حيث تم تجهيز الطاقة الاستيعابية بالتوازي مع عدد كافي من القوى العاملة المؤهلة لإدارة كافة الحالات وعلاجها ومتابعتها.
وأكد الأنصاري أن الجميع على أتم الاستعداد لأية إجراءات مستقبلية قد تتخذ بناء على الظروف والمستجدات وأعداد الحالات مستقبلا، إذ يمكن التعامل مع 10,000 حالة قائمة في اليوم بناء على الجاهزية التي تم الوصول إليها.
وقال الأنصاري إننا نمر بمرحلة مهمة جدًا ولكن بوعي المواطنين والمقيمين يمكن السيطرة على هذه الجائحة وذلك من خلال الالتزام المسؤول والجاد وتحمل جزء من المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه الوطن وأهله.
من جانب آخر، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) على ضرورة الالتزام بالمسؤولية الفردية والتقيد بالقرارات والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة تواصل توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية للوصول المبكر للحالات القائمة، والعمل على علاج من يحتاج منها للعلاج بما يسهم بالتعافي في وقت أسرع، حيث تم حتى اليوم إجراء أكثر من 438 ألف فحص مختبري.
ونوهت السلمان بأن تعافي الكثير من الحالات القائمة بالفيروس يعود إلى تطبيق البروتوكول العلاجي المتبع في معالجة هذه الحالات إلى جانب الرعاية الصحية المستمرة التي تتلقاها الحالات القائمة ما أدى إلى سرعة تعافيها من الفيروس وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة لفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بلغ عدد الحالات القائمة التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج 133 حالة قائمة، منها 27 حالة تحت العناية، و5613 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 5640 حالة قائمة، في حين تم تعافي 13866 حالة وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
وجددت السلمان التأكيد على إلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتداءها أيضاً عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إلى جانب ارتداء الكمامات عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي.
وأشارت السلمان إلى ضرورة الاستمرار في الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون جيداً بشكل دوري، مع الحرص على استخدام معقم اليدين، وتنظيف الأسطح والأشياء التي يتم استخدامها بشكل متكرر وتعقيمها جيداً بصورة دورية، وتغطية الفم عند السعال، والتخلص من المناديل المستخدمة بالطريقة الصحيحة، وتجنب لمس أي شخص يعاني من الحمى أو السعال، وفي حال ظهرت الأعراض على أي شخص عليه الاتصال على 444 واتباع التعليمات التي سوف تعطى إليه.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}