نواف الغربللي: «زين» تمتلك الحصة السوقية الأكبر في خدمات الجيل الخامس (5G)
أحدثت تقنية الجيل الخامس نقلة هائلة لشبكات الاتصالات خلال الفترة الأخيرة، حيث وصف الكثيرون هذه التقنية بأنها العصر الجديد لقطاع الاتصالات، فالفضل يعود لها في استيعاب الزيادة الهائلة في استخدام الإنترنت، خاصة مع الانتشار السريع للهواتف الذكية وخدمات الفيديو عبر الإنترنت، وحيث إن القيمة الحقيقية للمعلومات الرقمية لا تكمن فقط في المعلومات نفسها، بل في الخدمات والمنتجات الجديدة المبتكرة، فإنه سيكون بالإمكان مع هذه التقنية تحسين حياة الناس إلى الأفضل.
زين كانت من الشركات السباقة في التعامل مع هذه المتغيرات بفضل رؤيتها الواقعية لمسار التطورات التي يشهدها قطاع الاتصالات، فقبل ثلاث سنوات اعتمدت تطوير خارطة الطريق الخاصة بشبكات الـ (5G) لتوفير اتصالات فائقة السرعة بكفاءة عالية، وكان الهدف نقل قاعدة عملائها إلى تكنولوجيا العصر القادم في استخدامات الإنترنت.
ومع عزمها على تحقيق هذا النهج الاستراتيجي لعملياتها أطلقت الشركة بالفعل أول شبكة اتصالات متكاملة لتكنولوجيا الجيل الخامس (5G) على شبكتها في صيف العام 2018، وبعد أقل من عام أعلنت أن شبكتها جاهزة للإطلاق التجاري لتكنولوجيا الجيل الخامس، لتكون أول شركة تطرح تقنية الجيل الخامس في منطقة الخليج بتغطية شاملة لكافة مناطق الكويت في العام 2019.
هذه الخطوة جعلت الشركة في موقع أفضل لتقديم خيارات واسعة، وبفضل استثماراتها في القطاع الرقمي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حصدت زين اليوم ثمار رؤيتها الاستراتيجية بحصولها على جائزة «أسرع إنترنت منزلي في الكويت» من شركة «Ookla Speedtest» المتخصصة في تطبيقات اختبار وتحليل سرعات شبكات الإنترنت حول العالم.
ويقول الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركة نواف الغربللي في لقائه مع «الأنباء» عن فوز الشركة بهذه الجائزة من جهة عالمية متخصصة في هذا المجال: «هذا التتويج يبرز استثماراتنا في تطوير وترقية الشبكة خلال السنوات الأخيرة، والتي هدفنا منها توفير الأفضل والأحدث دائما لعملائنا، فدائما ما نضع تحسين تجربة العملاء في مقدمة أولوياتنا».
وكشف الغربللي أن زين تستحوذ اليوم على الحصة السوقية الأكبر في خدمات الـ «5G» في ظل المنافسة القوية في السوق الكويتي، وأشار إلى أن الشركة تمكنت خلال جائحة كورونا من توفير أفضل تغطية لعملائها، وتفوقت في المحافظة على تقديم سرعات الإنترنت، لمساعدة الجميع في أن يبقوا في منازلهم خلال أوقات الحظر الجزئي والكلي... وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
* في البداية، حدثنا عن الجائزة التي حصلت عليها «زين» كأسرع إنترنت منزلي في الكويت؟
- تفخر «زين» بأنها أول شركة في الكويت تحصل على جائزة أسرع إنترنت منزلي (Home Broadband)، حيث جاءت الجائزة من شركة «Ookla Speedtest»، وهي جهة محايدة تقوم باختبار سرعات الإنترنت للشركات المزودة لهذه الخدمة في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال استخدام المستهلكين لتطبيقها الخاص باختبار سرعة الإنترنت، وعلى هذا الأساس قامت الشركة بتخزين هذه البيانات وتقييمها والمفاضلة بينها.
وتأتي هذه الجائزة بالتزامن مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب جائحة كورونا، فتداعيات إجراءات التباعد الاجتماعي والعمل من المنزل أدت إلى ارتفاع نسب استخدام الإنترنت في المنزل، لذلك تعتبر ترجمة لنجاح استراتيجية استثمارات زين بتوفير خدمات الإنترنت لعملائها.
* ما حجم السرعات التي تقدمها «زين» لتصبح الأسرع في الكويت؟
- تتميز زين بتقديم خدمات بيانات بكفاءة عالية وبأعلى السرعات، وبشكل عام أصبح المستهلكون يعتمدون الآن على أجهزة الراوتر المنزلي للحصول على خدمات الـ «5G»، أكثر من الهواتف الذكية، وقد تمكنا من الوصول إلى هذه الشريحة وتقديم خدمات بشكل يخدم هذا التغير في الاستخدام، وبشكل يلبي طموحات عملائنا، لذلك نرى أنه من المهم أن تصل خدماتنا إلى عملائنا في المكان الذي يتواجدون فيه، فهذا هو المعنى الحقيقي لتغطية شبكتنا لجميع أنحاء مناطق الكويت.
لاشك أن هذه الجائزة برهنت على نجاح استراتيجية الشركة، ففي الوقت الذي يتواجد فيه العملاء في منازلهم، فإننا تمكننا من تقديم أفضل تغطية لهم بأفضل حجم سرعات.
* في ظل انتشار جائحة كورونا.. كيف ترى توجه المستهلكين نحو الاعتماد أكثر على الإنترنت في القيام بأعمالهم؟
- ما نلاحظه حاليا، هو تغير سلوك العملاء بالتعامل مع خدمات الإنترنت، ففي السابق كانت تقتصر على برامج التراسل والتواصل الاجتماعي، ولكن حاليا وبعد ظهور أزمة كورونا واضطرار العديد من المستخدمين للبقاء في منازلهم، فإن الإنترنت أصبح من أساسيات الحياة.
كلنا تابعنا بداية عمل منصات التعليم عن بعد في الكويت منذ أيام، بمشاركة نحو 35 ألف طالب على هذه المنصات عن طريق تطبيق «Microsoft Teams»، ومع دخول حوالي 30 ألف طالب آخر بجامعة الكويت على هذه المنصة، فإنه أصبح هناك اعتماد كلي على خدمات الإنترنت كركيزة أساسية لتطوير هذا القطاع الحيوي، فعلى سبيل المثال، قفز حجم استخدام الإنترنت على تطبيق «Microsoft Teams» من بنحو 20 ضعفا خلال اليوم الأول لإطلاق منصة التعليم الالكتروني على شبكة زين، ومع هذه القفزة الهائلة نحن قادرون على الاستمرار بتزويد المنصة بكل ما تحتاجه من دعم.
وفيما يخص خطتنا المستقبلية لتوسعة عملياتنا، فإننا سنركز أكثر على مساعدة القطاعات الحكومية لتنفيذ عمليات التحول الرقمي، وذلك من خلال التركيز على القطاعات التي تهم المستهلكين وتخدم حياتهم، فمع نهاية العام لن يعود سلوك استخدام أنظمه الاتصالات لما كان عليه قبل كورونا، بل سيستمر بالتغير والتطور نحو الخدمات الرقمية.
* في ظل أزمة «كورونا» وتوجه الشركات لتحويل أعمالها نحو الخدمات الرقمية.. هل تتواصلون مع شركات وجهات حكومية بهذا الشأن؟
- منذ بداية ازمة كورونا، تعتبر زين أول شركة تتعاون مع القطاع الحكومي لمساعدته في عمليات التحول الرقمي خلال الأزمة الحالية، وأكبر دليل على هذا التعاون تطبيق «شلونك»، الذي ساهمت زين في تطويره بالتعاون مع الجهاز المركزي لنظم المعلومات ووزارة الصحة.
وانتهز هذه الفرصة للإعراب عن فخر الشركة بقدرات فريقها الفني، حيث استطاع تحقيق هذا التغيير السريع مع الحكومة في وقت قصير جدا، حيث تمكن الفريق من تطوير التطبيق خلال مدة ثلاثة أسابيع فقط من خلال العمل على مدار الـ 24 ساعة، وهو ما ساهم بشكل كبير في عودة المواطنين من الخارج ضمن أكبر خطة إجلاء في تاريخ الكويت، بالإضافة الى متابعة تطورات جائحة كورونا أولا بأول.
تعتبر هذه الخطوة شهادة ودليلا على قدرة «زين» للتعاون مع القطاع الحكومي وقيادة عمليات التحول الرقمي، وبشكل عام فإننا في الوقت الحالي نركز على قطاعات مهمة في الجهاز الحكومي لدعم عمليات التحول الرقمي، وهي: القطاع الصحي من خلال إطلاق عدد من التطبيقات المبتكرة، القطاع التعليمي من خلال التعاون مع مؤسسة الكويت للتقديم العلمي لتطوير منصة التعليم الإلكتروني، والقطاع النفطي.
أثبتت الأزمة الحالية، ضرورة وجود خيارات وحلول في أجهزة بالدولة، ومن خلال التطور والتحول الرقمي في هذه القطاعات، ستتمكن الدولة من توفير نفقاتها، لذلك نحن على اتصال مباشر مع الأجهزة الحكومية للتعاون في تطوير خطط التحول الرقمي.
* ما المشاريع التي تعمل زين عليها حاليا مع الجهات الحكومية في مجالات التحول الرقمي؟
- هناك تعاون دائم مع أجهزة الدولة، ففي الوقت الحالي هناك تعاون يومي مع وزارة الصحة ضمن تطبيق شلونك، فهو تطبيق يتشارك مع جهات حكومية مختلفة، لذلك هناك تواصل وتعاون مستمر بهذا الشأن لضمان استمرار تقديم الخدمات وتحديثها أول بأول للمستخدمين، وفي القطاع التعليمي نأمل بأن تكون هناك تطورات بالفترة المقبلة فيما يخص المنصة التعليمية، وهناك مشروع العدادات الذكية، الذي تقوم الشركة بتنفيذه مع وزارة الكهرباء.
* كيف ترى أداء قطاع الاتصالات الكويتي في ظل أزمة «كورونا».. وهل القطاع بين المستفيدين أم المتأثرين بها؟
- ليس هناك أحد لم يتأثر سلبيا بأزمة كورونا، ولكن وضعتنا هذه الأزمة كقطاع اتصالات في الصفوف الأمامية، حيث أثبت قطاع الاتصالات دوره الأساسي في تطبيق استراتيجية الدولة خلال إجراءات الحظر الجزئي والكلي، فقد تعاونا مع الهيئة العامة للاتصالات للمساعدة في التسهيل على المواطنين والمقيمين للبقاء في منازلهم، فبدون خدمات الإنترنت والتطبيقات لن يبقى أحد في المنزل.
في هذا السياق، قدمنا للعملاء سعات إنترنت مجانية 5 غيغابايت يوميا، بمبادرة من الهيئة العامة للاتصالات بالتنسيق مع مجلس الوزراء، بالإضافة الى توفير خدمات اتصالات وإنترنت عالية الجودة دون انقطاع بالمحاجر الصحية ومراكز الإيواء والحجر.
تأثرنا كحال القطاعات الأخرى في هذه الأزمة، نتيجة فرض إجراءات حظر التجول والإغلاق الاقتصادي خلال الأشهر الأولى من الأزمة، لكن في النهاية قطاع الاتصالات كان أقل تأثرا مقارنة بالقطاعات الأخرى.
* ماذا عن آخر الخدمات التي تخطط زين لتقديمها خلال الفترة المقبلة؟
- بشكل عام، تعمل «زين» على تقديم جميع الخدمات التي توفرها تطبيقات الجيل الخامس حتى الآن، فهذه التقنية مازالت حديثة على الأسواق العالمية، صحيح أنها بدأت بتوفير سرعات إنترنت عالية، لكنها مازالت تحتوي على العديد من الامكانات الهائلة التي ستوفرها للمستخدمين، ومنها إنترنت الأشياء، ولكنها كلها خدمات تعتمد على مدى جاهزية الدولة واستعدادات قطاع الأعمال، في زين نحن جاهزون من حيث البنية التحتية اللازمة لتوفير تطبيقات هذه التقنيات الجديدة ومساعده جميع القطاعات في الاستفاده منها، وبكل تأكيد سننافس بقوة فيما يخص كفاءة وجودة خدمات الـ «5G».
* بعد عام على إطلاق «زين» لتقنية الجيل الخامس.. ما تقييمكم للتجربة وكيف ترى تأثيرها على قطاع الأعمال والمستهلكين؟
- العام الأول لإطلاق الـ «5G» كان صعبا بعض الشيء، حيث كانت الصعوبة تتمثل في وضع هذا الاستثمار الضخم في تكنولوجيا جديدة، مع توفير نفس الخدمات التي تقدمها، لذلك كان لا بد أن تعمل الشركة على إيجاد حلول أخرى لتقديم خدمات الجيل الخامس لتحقيق إيرادات أكبر، بالإضافة الى تقديم خدمات للمشتركين ذات جودة عالية. وقد توصلنا خلال هذا العام إلى ضرورة تطوير «زين» آلياتها للتحول الرقمي بشكل يساعد قطاع الأعمال في تبني هذا التحول، وبعد أزمة كورونا وتطويرنا لتطبيق «شلونك»، اكتشفنا وجود خبرات وقدرات هائلة لدى الشركة، تمكننا من أن نفيد الآخرين.
أعتقد أن تقنية الجيل الخامس مهدت الطريق للعمل عن بعد، وتطبيق آليات الحكومة الإلكترونية، وتطبيق منصات التعليم الإلكتروني، ومجال الصحة الإلكترونية، لذلك يمكننا القول بأنها مهدت الطريق للخدمات الرقمية بالقطاعين الحكومي والخاص، وفي ضوء ذلك، يمكننا القول بأن تقنية الجيل الخامس هي بمنزلة مفعل حقيقي للخدمات الرقمية التي تحتاج اليها الدولة والقطاع الخاص.
* بعد ريادة زين في تقديم خدمات الـ «5G».. هل تغير حجم حصتها السوقية.. وكيف ترى شكل المنافسة بالسوق الكويتي حاليا؟
- يمكنني التأكيد على أن «زين» تمتلك الحصة الأولى والأكبر في السوق الكويتي من حيث تقديم خدمات الـ «5G»، وفيما يخص المنافسة، فهي شيء إيجابي بالنسبة لنا، فهي تعد الوقود الدافع لنا لتطوير أعمالنا وخدماتنا، وبالطبع المنافسة شرسة، ولكنها جيدة وتصب في صالح العميل، وفي النهاية المنافسة في مجال التكنولوجيا شيء جيد لمقدمي الخدمة وللمستهلكين.
* ماذا عن استراتيجية «زين» في تقديم حلول التحول الرقمي لقطاع الأعمال الكويتي؟
- لقد بدأنا في عمليات التحول الرقمي في السنوات الأخيرة وسبقنا غيرنا في هذا المجال، وكانت عبارة عن 3 مراحل: المرحلة الأولى: تهيئة البنية الأساسية في الشركة للتحول الرقمي، وقد أتممنا هذه المرحلة العام الماضي، المرحلة الثانية: تهيئة قنوات الاتصال مع العملاء للتحول الرقمي، وقمنا خلال هذه المرحلة بتطوير عدد من التطبيقات المقدمة للعملاء، حيث وفرنا منصة رقمية لتفعيل الأعمال عن طريق التطبيقات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة Zain SME App، وتتفرد زين في هذا الجانب بكونها الوحيدة في الكويت التي تقدم هذا النوع من الخدمات، وهذه المرحلة جار العمل عليها في الوقت الحالي.
أما المرحلة الثالثة: فهي مشاركة الحكومة في تفعيل التحول الرقمي لخدماتها الحكومية، وذلك من خلال التركيز على قطاعات رئيسية، وهي الصحة والتعليم والنفط، وأعتقد أنه في ظل التوجه الحكومي للتحول الرقمي سيكون لزين حصة كبيرة في هذا المجال مستقبلا.
مستقبل واعد
أكد الغربللي أن مستقبل قطاع الاتصالات والتكنولوجيا جيد وواعد، وسرعة التطور صعبة وتحتاج إلى دقة وإخلاص في العمل للتمكن من مواكبة هذه التطورات المتسارعة، وقد يحدث بعض البطء في مجالات معينة نتيجة أزمة كورونا، ومع ذلك نرى أن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا سيشهد تطورات عديدة وفرصا هائلة خلال العامين المقبلين.
تطوير الشبكات
أشار الغربللي إلى أن شبكة زين للجيل الخامس تتميز في الوقت الحالي بتغطيتها (100%) لجميع المناطق السكنية في الكويت، حيث أنهت الشركة تغطية كامل المناطق بأفضل السرعات الممكنة، ولكنه استدرك بقوله: «الأهم من ذلك هو الوصول إلى العملاء في مكان تواجدهم، ومنذ بداية إطلاق الجيل الخامس رسميا في شهر يونيو 2019، لم تتوقف خطط الشركة لتوسيع وتطوير شبكتها، حتى مع حدوث أزمة كورونا». وبين أن الشركة تعاملت مع التحديات العالمية التي تواجهها التغطية الداخلية في المنازل لخدمات الجيل الخامس (5G)، حيث استعانت في ذلك بحلول مبتكرة صممت خصيصا للسوق الكويتية.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}