الرئيس التنفيذي لشركة «ألبا» في أول حوار صحفي: تجاوزنا أسوأ المراحل.. ومتفائلون بالفترة القادمة
انضم إلى شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) في 24 مايو 1998 كضابط مشتريات. ربما لم يكن يعلم حينها انه سيقود يوما ما دفة الشركة كرئيس تنفيذي. تدرج في المناصب والمسؤوليات حتى عين في 2010 مديرا للمشتريات والمخازن.
وعلى الرغم من أن ذلك مثّل نقلة نوعية في مشواره المهني فإنه كان تحديا كبيرا، إذ كانت شركة ألبا تمر بفترة صعبة تمثلت في إعادة هيكلة شاملة للشركة، وشمل ذلك تغييرا في المناصب والإداريين، فكان ضيفنا من ضمن الوجوه الجديدة التي عُهدت إليها مسؤوليات كبيرة. قبل علي البقالي التحدي وقدم اقصى ما لديه ليثبت نفسه. وبالفعل كسب الرهان؛ ففي أكتوبر 2012 تلقى اتصالا من الرئيس التنفيذي يطلب فيه مقابلته، وخلال المقابلة أبلغه الرئيس انه يريده ان يتولى منصب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية.
فكانت خطوة نوعية أخرى وتحديا آخر، من خلال انتقاله من قسم المشتريات والدخول في الإدارة التنفيذية والشؤون المالية. ما يملكه علي البقالي من خبرة طويلة متنوعة، وما يحمله من شهادات متخصصة مثل شهادة البكالوريوس في المحاسبة، والماجستير في إدارة الاعمال، وشهادات تخصصية في المشتريات منهاه شهادة (CIPS)، أسعفه كثيرا آنذاك، حتى تم تثبيته رسميا في المنصب عام 2013. ليتولى حينها مسؤوليتين؛ الأولى هي الشؤون المالية والثانية هي سلسلة الامدادات والتزويد للشركة.
وتزامن أداؤه في تلك الفترة مع رحلة انشاء الخط السادس للشركة، والذي مثّل أكبر قرض لمشروع في البحرين بقيمة مليار ونصف المليار دولار. وكانت له بصماته وأدواره الكبيرة في هذه الرحلة.
ومع خطة الشركة لإحلال البحرينيين محل الأجانب وخاصة في الإدارات العليا تم في عام 2017 ترقيته إلى نائب الرئيس التنفيذي للشركة، مع استمرار مسؤولياته كرئيس سلسلة الامدادات والتزويد، قبل ان يعين في أغسطس عام 2019 رئيسا تنفيذيا بالوكالة لشركة ألبا. وفي فبراير الماضي تم تثبيته رئيسا تنفيذيا لشركة البا.
من الخسارة إلى الربحية
إذن هي رحلة طويلة تنقل فيها ضيفنا الرئيس التنفيذي لشركة البا السيد علي البقالي في مناصب عدة، قبل أن يصل إلى قمة الهرم.
* مع مرور عام كامل على توليه قيادة الدفة في الشركة، كيف يقيّم البقالي هذه التجربة؟ وما هي أبرز التحديات التي واجهها وخاصة أن هذا العام مثَل تحديا عالميا آخر من خلال جائحة كورونا التي أصابت اقتصادات العالم بنوع من الشلل؟
- في الواقع، منذ تعييني رئيسا تنفيذيا بالوكالة في أغسطس 2019 واجهت تحديات عدة، لعل أبرزها الظروف المالية الصعبة ومرور الشركة بفترة خسارة، ومن ثم يمكن القول انني توليت المسؤولية في وضع ليس بالمثالي. ولكنني أؤمن دائما بأن الأوقات الصعبة تمثل فرصا سانحة لاختبار مرونة الشركة وقدرتها على مواجهة التحديات من جانب، وقدرتي مع فريق العمل على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها من جانب اخر؛ ولذلك ركزت في تلك الفترة على جانبين؛ الأول هو اخراج الشركة من الخسارة إلى الربحية والثاني هو المحافظة على سجل السلامة في الشركة.
وبحمد الله، ثم بجهود مشتركة من قبل الجميع، أنهينا عام 2019 بالتحول من الخسارة إلى الربحية، بل بعنا أكثر من الخطة الموضوعة وحققنا وفورات. ثم بدأنا في عام 2020 تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل مجلس الإدارة. ولكن واجهتنا جائحة كورونا التي أثرت على جميع القطاعات والاقتصادات في العالم. أضف إلى ذلك الجوانب السياسية مثل الصراع الأمريكي الصيني والضغوطات التي يخلقها ذلك الصراع على الشركات في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص. لذلك كان يجب علينا مضاعفة الجهود المبذولة من أجل تعزيز الكفاءة التشغيلية، حتى يمكننا موازنة انخفاض الأسعار من دون التأثير على القدرة الإنتاجية للشركة.
جائحة كورونا
* بصراحة.. إلى أي مدى أثرت جائحة كورونا على أداء ووضع شركة ألبا؟ وما هي أبرز الإجراءات التي اعتمدتموها في هذا الشأن؟
- باعتبارنا شركة وطنية مسؤولة اتخذنا في البا نهجا استباقيا بما يتماشى مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة والتعليمات الصادرة عن الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، من أجل حماية العنصر البشري المتمثل في الموظفين والمقاولين العاملين بالشركة بشكل خاص، والمجتمع البحريني بشكل عام.
ومع اكتشاف اول حالة في البحرين كان ذلك بمثابة جرس انذار دفعنا الى تفعيل خطة طوارئ مباشرة، وكنا حينها نتعلم ونتابع إرشادات الجهات الرسمية نظرا الى انها تجربة جديدة. لذلك كنا نعمد الى تعديل وتطوير الخطط وفقا للأوضاع والمستجدات. وكان التحدي الأكبر هو كيف نحمي الموظفين؛ فعندما تصاب الأجهزة بمشكلة معينة يكون علاجها أسهل من تعرض العنصر البشري لمشكلة صحية.
واتخذنا خطوات استباقية لضمان استمرار سير العمليات بسلاسة وتأمين التوريد المستدام للمواد الخام وتوصيل منتجات الشركة إلى العملاء في جميع أنحاء العالم. وفي إطار المسؤولية الاجتماعية قامت شركة البا بتعقيم «المركز البحريني للحراك الدولي» و«جمعية الصداقة للمكفوفين» و«دار يوكو للمسنين». واستجابة لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتطبيق نظام العمل من المنزل للأم العاملة، وحرصًا منا على وضع احتياجات المرأة وخاصة الأم العاملة في صدارة اهتماماتنا، منحنا المرأة الأولوية في العمل عن بعد وحرصنا على تسهيل حصولها على الإجازات المرضية وتقليص ساعات عملها بما يراعي التوفيق بين مسؤولياتها الوظيفية وواجباتها الأسرية.
وعلى صعيد تدريب وتطوير الموظفين قامت دائرة الموارد البشرية والتدريب بتفعيل دور المنصات الإلكترونية واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحول من التدريب التقليدي إلى المحاضرات التدريبية الافتراضية.
* ماذا عن الجانب الاقتصادي والإنتاج، وهي جوانب قد تكون خارج نطاق السيطرة؟
- لا أخفي اننا في البداية كنا قلقين من أن تتأثر عمليات الاستيراد والتصدير؛ فإذا لم نتمكن من الحصول على المواد الخام في أي مرحلة فإن ذلك يعني إشكالية حقيقية. لذلك وضعنا خطط طوارئ تركز على تأمين وصول المواد الخام واستبدال الدول التي انتشر فيها الفيروس بدول لا تعاني من نفس حجم المشكلة. ولله الحمد نجحت الخطة وكانت هناك سلاسة في الامداد وحتى التصدير. ومن ثم يمكننا القول إن عمليات التصدير والاستيراد في الشركة لم تتأثر بتفشي جائحة فيروس كورونا عالميا. بل على العكس، فمع تدشين الخط السادس فإن خطة الإنتاج تسير بشكل سلس. وقد تجاوز حجم المبيعات 390.750 طنا متريا خلال الربع الثاني من هذا العام، بزيادة بلغت 25% على أساس سنوي، بينما وصل الإنتاج إلى 378.558 طنا متريا بزيادة بلغت 24% على أساس سنوي. ورغم انخفاض الطلب في بعض المراحل فإننا لم نشهد أي إلغاء لطلبيات مسبقة.
فما نركز عليه هو التزامنا بضمان الإمداد المستمر والمستدام للمواد الخام والتشغيل السلس لعملياتنا، وفي الوقت نفسه توفير المنتجات لعملائنا في جميع أنحاء العالم؛ فمثلا عندما أغلق جسر الملك فهد فترة، وكان هذا عائقا كبيرا امامنا، فإننا واصلنا دعم وإمداد عملائنا في السعودية عن طريق البحر رغم ارتفاع الكلفة.
انخفاض الأسعار
* وماذا عن انخفاض الأسعار وانعكاس ذلك على أداء الشركة؟
- انخفضت الأسعار في بعض الفترات بنسبة 30% كما حدث في ابريل الماضي إذ وصل سعر الطن المتري إلى ما يقارب الـ1400 دولار بعد ان كان 2000 دولار قبل تلك الفترة. وبالطبع فإن ذلك له انعكاساته على أداء الشركة. ومن الواجب هنا تأكيد ان جهود الدولة والقيادة الرشيدة في دعم مختلف القطاعات والشركات بما فيها شركة البا كان لها دور كبير في الحفاظ على استمرارية وتيرة الإنتاج.
* مع انخفاض سعر الألمنيوم في هذه الأزمة انخفض معها سعر المواد الخام. ألم يحقق ذلك نوعا من التوازن؟
- الإشكالية هي أن نسبة انخفاض المواد الخام لم تكن بنفس مستوى انخفاض أسعار الألمنيوم، وهذا يعني عدم تغطية العجز. لذلك نجد اننا حققنا ربحية في الربع الأول من العام، ولكننا عانينا خسارة في النتائج نصف السنوية بحوالي 20 مليون دينار بحريني. علما ان هذه النتائج تعتبر مقبولة امام الخسائر التي تكبدتها الكثير من القطاعات.
* ألم تضطركم الأزمة الحالية إلى تسريح عدد من الموظفين كما حدث في بعض كبريات الشركات في البحرين؟
- أبدا.. وما أستطيع تأكيده هو انه منذ توليت منصب الرئيس التنفيذي لم تحدث حالة فصل تعسفي او تسريح بسبب الازمة الحالية. نعم قد تكون هناك استقالات او تنقلات، ولكن ليس فصلا.
نظرة تفاؤل
* ما هي توقعات ألبا للنصف الثاني من عام 2020 وبداية العام القادم، وخاصة فيما يتعلق بالأسعار؟ وكيف تخطط الشركة لتحقيق هذه التوقعات؟
- لا يمكن أن ننكر ان العالم يمر بتغييرات جذرية، وصناعة الألمنيوم ليست استثناء؛ ففي ظل الظروف التي يشهدها العالم مع تفشي جائحة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط والتوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين فإن الأسعار في بورصة لندن للمعادن تشهد تذبذبا واضحا ويصعب التنبؤ بما هو قادم بشكل دقيق، إلا أننا نسعى للتركيز على مواصلة أدائنا المستقر وتلبية التزاماتنا تجاه العملاء، بالإضافة إلى تعزيز السلامة والكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا المرجوة لهذا العام.
وبالنسبة إلى رأيي الشخصي، انا أؤمن بأننا قد مررنا وتجاوزنا الأسوأ، وخاصة فيما يتعلق بأسعار الألمنيوم؛ ففي بداية الجائحة توقفت الكثير من المصانع بما فيها مصانع السيارات والطائرات والصناعات التحويلية وغيرها. ولكننا اليوم تجاوزنا أسوأ المراحل وبدأت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا رغم استمرار هذه الجائحة. فالطلب على الألمنيوم متزايد نسبيا، وهذا ما يجعلنا نحمل الكثير من التفاؤل للفترة القادمة.
استراتيجيات أساسية
* أمام هذه الظروف، ما هي أبرز ملامح الاستراتيجية والخطط التي يزمع علي البقالي اعتمادها في ظل إدارته لشركة تحتضن تقريبا أكبر مصهر في العالم؟
- هناك عدة جوانب تمثل أولوية أساسية في الاستراتيجية التي نعتمد عليها. وأول تلك الأولويات هو التركيز المستمر على جانب السلامة، وهو ما أطلقنا عليه (كوكب السلامة).
والجانب الثاني في الاستراتيجيات هو تحقيق وفورات بقيمة 100 مليون دولار أمريكي مع نهاية عام 2020 ضمن أهداف المرحلة الرابعة لمشروع تايتن الذي يركز على تقليل التكاليف والمصاريف للشركة. وقد نجحنا فعلا حتى نهاية شهر يونيو الماضي في توفير 76 مليون دولار أمريكي.
علما ان خطة التوفير تشمل عدة محاور؛ منها رفع الكفاءة في إنتاجية الطاقة الكهربائية واستخدام الغاز الطبيعي بشكل أمثل وزيادة الإنتاجية والمبيعات وتقليل الكلفة اليومية والمصاريف الاعتيادية.
ولكننا بالمقابل لن نتجه الى تقليل التكاليف في جانبين؛ الأول هو كل ما يتعلق بجانب السلامة والثاني هو التدريب؛ إذ ان برامج التدريب لم تتوقف حتى في ظل الظروف الحالية من خلال التدريب الافتراضي.
وإضافة إلى ما سبق فإن هناك العديد من الجوانب التي أركز عليها في خطة عمل المرحلة القادمة، منها:
- التركيز على فرص التوريد المستقبلية لتأمين متطلبات المواد الخام.
- تأهيل المنتج لمبيعات القيمة المضافة وذلك بعد الحصول على شهادتي مبادرة استدامة الألمنيوم وإيكوفاديس (للأداء المتميز في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات).
- الانتهاء من أعمال إنشاء وتسليم مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر وفق الجدول الزمني للمشروع مع حلول النصف الأول من عام 2021.
- تحقيق إنتاجنا المستهدف 1.540.000 طن متري خلال العام الجاري.
- التركيز على مبادرات الاستدامة التي تتماشى مع أهداف الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030.
- تكثيف التعاون مع مؤسسات المجتمع البحريني بما يصب في مصلحة مملكتنا الغالية وذلك في إطار التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية.
أسواق ومنتجات جديدة
* في ظل ما أشرت إليه من تحديات، هل هناك توجه أو إمكانية لدخول أسواق جديدة أو إيجاد بدائل؟
- التحديات التي تواجهها البا حقيقة واقعة بالنسبة إلى جميع الشركات العاملة في صناعة الألمنيوم. ونحن على أتم الاستعداد للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على الألمنيوم من خلال تصدير مختلف منتجاتنا، ولا سيما منتجات القيمة المضافة، إلى جميع أنحاء العالم؛ فمثلا شهدنا خلال الفترة الماضية زيادة الصادرات السنوية إلى السوق الأمريكي، كما أن لدينا عقودا طويلة الأمد مع عملائنا في الولايات المتحدة الامريكية.
ومع تدشين الخط السادس زاد الإنتاج بنسبة 54%. ومشروع الخط السادس لم يكن منفردا وإنما رافقته مشاريع موازية تشمل انشاء أكبر مسبك في العالم لصناعة الألمنيوم ذي القيمة المضافة، ويضم أجهزة ومعدات توفر إمكانية انتاج منتجات جديدة لم تكن لدينا في السابق. وهذا ما يفتح المجال أيضا امام دخول أسواق جديدة في المستقبل.
البيئة
* تعتبر البيئة والمشاريع المستدامة من الأولويات التي تركز عليها الشركة بشكل دائم. ما هي أبرز المشاريع المستدامة التي تخطط ألبا لتنفيذها في المرحلة القادمة؟
- بالفعل، تمثل البيئة محورا أساسيا في استراتيجياتنا؛ فالتوجه العالمي الآن نحو الألمنيوم الأخضر، وهو مدى محافظة مصانع الألمنيوم على البيئة. لذلك، في إطار اهتمامنا بالاستثمار في الجانب البيئي، لدينا ثلاثة مشاريع رئيسية:
الأول هو مشروع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر (SPL)، وهو إعادة تدوير النفايات الصناعية؛ إذ يسمح هذا المشروع بإعادة تدوير أكثر من 30 ألف طن من النفايات الصناعية سنويا، وتحويل المواد الضارة الى منتجات ذات قيمة سوقية تستخدمها المصانع مثل الاسمنت وغيرها. ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة الخليج بكلفة تصل الى 40 مليون دولار. وقد بدأت الشركة بالفعل في تخزين بقايا البطانة للاستخدام مع بدء تشغيل المصنع.
وفي إطار مشاريعنا البيئية أيضا أطلقنا في مايو الماضي مزرعة للأسماك في مصنع التكليس والمرفأ البحري التابع للشركة بمنطقة سترة لتعزيز الثروة السمكية في المملكة، وذلك بالتعاون مع المؤسسة الاستهلاكية للحرس الوطني بمملكة البحرين وإدارة الثروة السمكية بوكالة الزراعة والثروة البحرية في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني. وفي الواقع كان هذا المشروع بالنسبة إلي حلما وطموحا، ونجاحه يمثل دلالة أخرى على أن عملياتنا التشغيلية في مصنع التكليس والمرفأ البحري آمنة ولا تؤثر سلبا على البيئة البحرية. كما ستخصص عائدات هذا المشروع لتمويل مبادرات المسؤولية الاجتماعية في الشركة.
أما المشروع الثالث فهو قيد الدراسة حاليا، ويهدف الى الاستفادة من الطاقة المتجددة عبر استغلال المساحات المتاحة لدى الشركة لتركيب أنظمة لألواح الطاقة الشمسية.
ألبا.. والسلامة
* لا يمكن الحديث عن شركة ألبا من دون التطرق إلى أحد أبرز الجوانب التي تميزها وهو السلامة. ما هي الاستراتيجية والخطط والبرامج التي تتبعها وتنفذها الشركة في هذا الشأن وخاصة بعد تدشين خط الصهر السادس؟
- بالفعل، تمثل السلامة أولوية قصوى وثقافة لدى كل مسؤول وموظف وعامل ومقاول في البا. فكما تعلم أن ظروف العمل في المصنع تختلف عنها في الشركات والمؤسسات الأخرى، وخاصة أننا نتعامل مع الألمنيوم المنصهر والأجهزة والمعدات المعقدة. ولدينا أكثر من 3200 موظف و1000 من عمال المقاولين. ومسؤوليتنا هي ضمان عودتهم إلى منازلهم وإلى أحبائهم سالمين معافين كل يوم، الأمر الذي يستدعي في الوقت نفسه تكاتف والتزام الجميع من أجل تحقيق بيئة عمل خالية من أي إصابات أو حوادث، ما يشكل تحديا كبيرا.
وبفضل الله تمكنا في بداية شهر أغسطس الماضي من تحقيق أكثر من 24.4 مليون ساعة عمل من دون إصابة مضيّعة للوقت، وهو إنجاز كبير لم يتحقق في يوم وليلة، وإنما نتيجة خطط وبرامج استمرت أكثر من عامين، وذلك بدعم من مجلس إدارة الشركة على رأسهم رئيس مجلس الإدارة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة. ولم يكن ليتحقق هذا الانجاز لولا جهود موظفينا والبرامج والخطط المدروسة والمساعي التي تبذلها مختلف الدوائر من أجل توفير بيئة عمل آمنة لكل شخص. كما ان هذا الرقم لم تحققه أي شركة عالمية. علما اننا في السنوات السابقة لم نكن قادرين على تجاوز حاجز الـ9 ملايين ساعة عمل من دون إصابة مضيّعة للوقت.
* نسمع كثيرا عن مصطلح «حادث مضيّع للوقت»، ما هو المعيار في كون الحادث مضيعا للوقت من عدمه؟
- بالنسبة إلينا في شركة ألبا إذا لم يعد الموظف إلى العمل في اليوم التالي من الحادث تكون الإصابة هنا مضيعة للوقت. ومن المهم ان اشير هنا الى ان معايير شركة البا اشد صرامة من المعايير الاعتيادية.
المرأة
* تحتل المرأة حيزا كبيرا في اهتمامات إدارة شركة ألبا؟ ما هي أبرز البرامج والخطط التي تعتمدها الشركة، والتي تتعلق بالمرأة البحرينية بشكل عام والعاملة في الشركة بشكل خاص؟
- المرأة العاملة جزء لا يتجزأ من تاريخ وحاضر ومستقبل شركة ألبا، ولدينا حاليا حوالي 125 امرأة تشغل في الشركة مختلف الأعمال الإدارية والفنية، وتترقى عبر مختلف درجات السلم الوظيفي. فمثلا لدينا في البا مديرة إدارية ومديرات أقسام وموظفات في مختلف الدوائر والاقسام، وهذا الرقم يعادل حوالي 50% من الوظائف في الأقسام الإدارية.
كما تحتفي البا بنسائها وتكرمهن خلال يوم المرأة البحرينية كل عام.
وفي ظل جائحة كورونا بشكل خاص حرصنا على وضع احتياجات المرأة وخاصة الأم العاملة في صدارة اهتماماتنا، ومنحناها الأولوية في العمل عن بعد وتسهيل حصولها على الإجازات المرضية وتقليص ساعات عملها بما يراعي التوفيق بين مسؤولياتها الوظيفية وواجباتها الأسرية.
البحرنة
* اسمح لي بسؤال أخير، تتميز شركة ألبا كذلك باحتضانها أكبر نسبة بحرنة بين الشركات العاملة في المملكة. كم تبلغ نسبة البحرنة حاليا، وهل تتركز في إدارات أو مرافق أكثر من غيرها؟
- كما أؤكد دائما، يعتبر موظفونا هم الثروة الحقيقية للشركة؛ لذلك نركز بشكل كبير على البحرينيين وعلى صقل مهاراتهم وتدريبهم. وحاليا تبلغ نسبة البحرنة أكثر من 83% من إجمالي القوى العاملة في الشركة. ونحن نهدف إلى تجاوز 83% في السنوات القادمة وهي نسبة عالية جدا مقارنة بنسب التوطين في المصاهر الأخرى بالمنطقة.
وقد أطلقنا خطة تدريبية شاملة لجميع الموظفين لضمان تطور موظفينا إلى المستوى الذي يتماشى مع تطلعات وطموحات الشركة، فضلا عن اننا نعمل وفق خطة جادة وطموحة لإعداد الكوادر البحرينية وإحلالها محل الخبرات الأجنبية النادرة. وفي هذا الإطار استكملنا أكثر من 1.7 مليون ساعة تدريب للعمل بمشروع خط الصهر السادس للتوسعة في عام 2019، ونحو 450 برنامجا تدريبيا خلال العام الماضي فقط.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}