«بوليتكنك البحرين» : المملكة مهيأة لإدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في منظومتها التعليمية
أكد نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الموارد والمعلومات بالبوليتكنك، رئيس لجنة أكاديمية الذكاء الاصطناعي الشيخ علي بن عبدالرحمن آل خليفة أن البحرين مهيأة لإدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في منظومتها التعليمية، والدليل على ذلك أن العملية التعليمية قد استمرت بشكل فعال أثناء جائحة كورونا.
من جهتها قالت نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية ببوليتكنك البحرين، د. ريم البوعينين أن الكلية وضعت خطة استراتيجية وثيقة تغطي الأعوام من 2020 حتى 2024 وهي تجسد تطلعات الكلية وطموحاتها والاتجاه الذي ستتحرك فيه البوليتكنك خلال الأعوام المقبلة، مؤكدة أن الإستدامة وضمان أعلى معايير الجودة هي أبرز أهداف الخطة، مشيرة إلى أن زيادة أعداد الطلبة ضمن الدفعة الواحدة تقع ضمن أولوياتنا.
وخلال حوار خاص أجرته «أخبار الخليج» أضافت البوعينين أن اعتماد آلية تقييم الطلبة إلكترونيا وفقًا للنظام الأساسي المعتمد في الكلية، الذي يقوم على رصد الدرجات واحتسابها في المعدل التراكمي، بحيث يتم ضمان جودة التقييم، سيساهم في تطبيق رقابة فاعلة على الأداء الأكاديمي للطالب. وجاء في تفاصيل الحوار الآتي:
* إطلاق أكاديمية الذكاء الاصطناعي، كيف سيعزز ذلك من جودة المخرجات التعليمية للكلية؟
- الشيخ علي: بدعم وتوجيه من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، استشرفت البوليتكنك مدى حاجة سوق العمل لهذا المجال، وذلك منذ انطلاقة مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي في سنة 2018م، وهو الأمر الذي شجع بوليتكنك البحرين على اطلاق أكاديمية الذكاء الاصطناعي التي تعتبر الأكاديمية الأولى من نوعها في المنطقة. حيث إن شركة مايكروسوفت وبالتعاون مع البوليتكنك قد طورت البرامج الخاصة بهذه الأكاديمية لكون أسلوب التدريس في البوليتكنك يطابق الفكرة التي تم من خلالها إنشاء هذه الأكاديمية، وهي التوجهات الحديثة في مجال التعليم العالي في الدول المتقدمة.
ولأن تعزيز أي مسار جديد يتطلب قاعدة صلبة يتم البناء عليها، لذلك تم إعداد البرامج التدريسية في الأكاديمية بالتعاون مع شركة مايكروسوفت وتم اختيار أفضل مجموعة من المتقدمين للدراسة فيها، حيث شملت الدفعة الأولى أكاديميين من البوليتكنك حتى يتمكنوا من تدريس المقررات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
* ما الهدف من إطلاق الأكاديمية التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة؟
- الشيخ علي: إجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى أن العالم يشهد حاليًا الثورة الصناعية الرابعة، وعلى مؤسسات التعليم العالي الاستجابة لهذا التغيير بشكل يستجيب للسوق المحلية والعالمية، وهو الأمر الذي يتوافق مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030 وذلك بجعل الخريج البحريني قادرا على المنافسة العالمية.
إن من أهداف بوليتكنك البحرين تخريج طلبة جاهزين للانخراط في سوق العمل. ومن أجل مواكبة التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا، تم التركيز على تأهيل الطلبة في البرامج الأكاديمية وإضافة برامج متخصصة تمكن الطلبة من الحصول على بعض الشهادات الاحترافية المطروحة لهم لتعزيز تنافسيتهم في سوق العمل.
* هل البحرين مهيأة لإدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في منظومتها التعليمية؟
- الشيخ علي: نعم إن مملكة البحرين مهيأة لذلك، حيث أنها قد قادت العديد من المبادرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، دعمت رؤية المملكة دائمًا تعزيز دور البحرين كدولة داعمة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المجال العلمي، وقد ورد ذلك في خطاب جلالة الملك خلال الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، حيث أكد جلالته على الاستعداد التقني للمملكة الذي يؤهل إلى التركيز مباشرة على تحسين اقتصادها الرقمي وقدرات الذكاء الاصطناعي مما يعكس الرغبة الجادة من القيادة في إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما أن المنظومة التعليمية في البحرين جاهزة ومهيأة للاستجابة لهذا التوجه. والدليل على ذلك أن العملية التعليمية قد استمرت بشكل فعال أثناء جائحـــة كورونـــا، وعلى سبيل المثال فقد قامت البوليتكنك بالاستفادة من تقنيات إلكترونية مختلفة مثل المنصات التعليمية والغرف التدريسية الافتراضية حيث كانت البوليتكنك سباقة في هذا المجال، وهو الأمر الذي يمكن أن يعكس مدى جاهزية المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وللوصول بمملكة البحرين بحيث تكون في مقدمة الدول في هذا المجال، يجب علينا التركيز على تطوير جانبين مهمين، وهما:
} الاستمرار في تطوير البنية التحتية لمواكبة التطور المتسارع في هذا المجال، ومن ذلك توفير البرمجيات الحديثة وتحديث الأجهزة المستخدمة بشكل دوري.
} تأهيل الكوادر من معلمين ومدربين وتقنيين في هذا القطاع للنهوض بهذا المجال التقني بما يتناسب مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030م.
* قطاع تقنية المعلومات اكتسب أهمية كبيرة خلال هذه الأزمة، مما أدى إلى اتجاه كل أو معظم الجامعات والمدارس إلى رقمنة التعليم، هل يمكن استمرار ذلك حتى بعد انقضاء الوباء؟
- د. ريم: نعم من الممكن أن يستمر ذلك، حيث أننا نرى أن التعليم الإلكتروني بات ضرورة ملحة ليس لخدمة قطاع التعليم فحسب، ولكن كذلك لخدمة سوق العمل أيضًا. فالتعليم الإلكتروني من شأنه أن يهيئ طلبتنا لاكتساب مهارات وخبرات جديدة أصبحت ضرورية لسوق العمل، مثل: القدرة على التعليم والتدريب عن بعد، والذي قد يتجه إليه سوق العمل لخفض كلفة البرامج التدريبية، فالخريج الذي تعلم في بيئة تعليمية تدعم التعليم الإلكتروني ستكون له حظوظ أكبر في التعلم والتدريب عن بعد. كما أن التعليم عن بعد يكسب الطالب مهارات إدارة الوقت وإدارة المهمات الموكلة إليه بمرونة وكفاءة، وهو ما يحتاج إليه سوق العمل، حيث قامت الكثير من المؤسسات والشركات بتوجيه موظفيها للعمل عن بعد لخفض الكلفة وزيادة الإنتاجية.
كما يجب الإشارة إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الجامعات التطبيقية، لأنها تعتمد على صقل مهارات الطالب، ولكن مع وجود التقنيات الحديثة للتعلم عن بعد، فإن الغالبية العظمى من المواد التعليمية من الممكن استمرارها حتى بعد انقضاء الوباء، مع الأخذ في الاعتبار تحقيق الجودة المطلوبة لمخرجات الطالب في هذه المواد.
حيث تمكنت البوليتكنك من وضع حلول داخلية لمواجهة هذه التحديات لتقديم تعليم تطبيقي افتراضي وفق معايير جودة التعليم التقليدي نفسها، وذلك بتفعيل المختبرات الافتراضية ليتمكن الطالب من استخدام بعض البرمجيات الخاصة بتخصصات الهندسة وتقنية المعلومات من منازلهم.
إضافة إلى ذلك، فإن الاستمرار في رقمنة التعليم يتماشى مع كثير من التوجهات العامة ومنها: خفض النفقات، واستيعاب عدد أكبر من الطلبة، وتقليل المساحات والمباني المطلوبة، عوضًا عن المساهمة في خفض نسبة الازدحام في الشوارع، واستقطاب طلبة من خارج البحرين.
العالم بعد كوفيد-19 لن يكون العالم قبله، لذلك خيار التعلم عن بعد سيكون قائمًا لبعض المقررات التي لا تتطلب مهارات يتعلمها الطالب داخل المختبر.
* كيف أثرت جائحة كورونا على قطاع التعليم في البحرين بشكل عام؟
- د.ريم: القطاع التعليمي أكثر القطاعات المتأثرة بكورونا، كونه قطاعًا يعتمد على التفاعل المباشر، وفي بيئة تقوم على التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
هناك تأثيرات سلبية وإيجابية بطبيعة الحال، ولكن نحن اعتبرنا كل تأثير سلبي تحديًا وفرصةً للتحسين المستقبلي. أما التأثيرات الإيجابية فتتمثل في نقل قطاع التعليم إلى مرحلة متقدمة أخرى لطالما نادى وأوصى بها التربويون والباحثون.
فالتعليم الإلكتروني كفكرة كان موجودًا منذ التسعينيات، وتطبيقه واجه عدة تحديات منها البنية التحتية وتقبل الفكرة من قبل المجتمع والمؤسسات والأنظمة التعليمية. إن الخطوات التي خطتها مؤسسات التعليم في السنوات الثلاثين الماضية لا تقارن بما أنجز في الأشهر القليلة المنصرمة. لقد تكيفت المؤسسات بسرعة كبيرة، ولكن كان الأكثر تكيفًا هو من اتخذ خطوات مسبقة لتهيئة البيئة التعليمية والبنى التحتية الإلكترونية لمؤسسته، وهنا يكمن سر نجاح البوليتكنك وقدرتها السريعة على التكيف وتجاوز التحديات. فكل المنصات التعليمية المتطورة والبرامج قد تم استخدامها وتطويرها قبل ذلك بسنوات، والطلبة على دراية باستخدامها وتوظيفها، مما أسهم في التحول إلى التعليم عن بعد بيسر وسهولة.
- كيف ترى إقبال الشباب البحريني على التخصصات التي تعتمد على التكنولوجيا خلال الفترة الأخيرة؟ وخاصة بعد أن كان الإقبال دائمًا على تخصصات إدارة الأعمال والتجارة.
د. ريم: الإقبال كان كبيرًا، والتنافسية على هذه التخصصات كانت عالية، فبرامج الهندسة ونظم المعلومات لها معايير إضافية للقبول فيها، وتستقطب أفضل خريجي المدارس الثانوية الحكومية والخاصة، كما أن جائحة كورونا أظهرت أهمية البرامج المرتبطة بنظم المعلومات والحاجة إلى خريجي هذه التخصصات، لمساعدة المؤسسات في التحول إلى العالم الافتراضي، لذلك كان الإقبال على برامج تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الهندسة إقبالاً كبيرًا.
ومن المتوقع أنه وبعد انقضاء جائحة COVID-19 سوف تشهد هذا التخصصات إقبالاً كبيرًا لما سيطرأ على العالم من تغيير بعد هذه الجائحة. وقد أشارت إلى ذلك مجموعة من أوراق البحث العلمية التي تم نشرها مؤخرًا في المؤتمر الذي أقامته بوليتكنك البحرين افتراضيًا، وانتهى بعدة توصيات منها أن المؤسسات التعليمية بحاجة إلى كوادر مؤهلة في قطاع نظم المعلومات لتساعد مؤسسات التعليم العالي في هذا التحول. ناهيك عن حاجة القطاعات الأخرى لخريجي هذه التخصصات.
* اخترتم 38 مشاركًا فقط كدفعة أولى في أكاديمية الذكاء الاصطناعي، هل يمكن زيادة عدد المشاركين في الدفعات القادمة؟
- الشيخ علي: نعم تعتبر الدفعة الأولى نواة الانطلاق، وهي مدعومة من «تمكين»، وسوف يقوم الفريق المعني بتقييم هذه العملية للتأكد من سد جميع الاحتياجات لتحقيق أكبر استفادة للمشاركين، وبناءً عليه سوف يتم الإعلان عن الدفعات القادمة وطرح صفوف للذين لا تشملهم اشتراطات «تمكين» ويرغبون في الدراسة على حسابهم الخاص.
علمًا بأن هناك مجموعة من الشركات والمؤسسات المحلية قد تقدمت بطلب إلحاق موظفيها بالأكاديمية ولكن لم نتمكن من قبول هذا الطلب الكبير من الطلبات بسبب عدم توفر المقاعد الكافية، حيث إننا نركز على جودة المخرجات. ونحن على يقين بأن الطلب على هذه الأكاديمية سوف يزداد في المستقبل بعد التغيير الذي أحدثته الجائحة على مختلف نواحي الحياة وأصبح المجتمع بمختلف شرائحه منخرطًا في العمليات الرقمية بشكل أو بآخر.
* حصول البوليتكنك على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي وفق معايير الاعتماد، كيف يعزز ذلك من سمعة الكلية؟
- د. ريم: للبوليتكنك سمعة متميزة أسسها خريجوها الذين كانوا خير ممثلين لها، تعكس كفاءتهم في العمل - التي يشيد بها أرباب العمل دائمًا - جودة برامج الكلية. كما أن الاعتماد الأكاديمي الذي حصلت عليه الكلية وكانت من أولى المؤسسات التي حصلت عليه في البحرين، مؤشر آخر يدل على أن سمعة خريجي الكلية بنيت على أساس أكاديمي عميق سببه الالتزام بأعلى معايير الجودة المتبعة في أفضل الجامعات العالمية. كما أن البوليتكنك حاصلة على تقييم جدير بالثقة مرتين متتاليتين في دورتي تقييم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب. أما برامج الكلية فجميعها تم تسكينها على الإطار الوطني للمؤهلات، وحصلت على جدير بالثقة من أول مرة، كما حصلت البرامج على اعتماد من مؤسسات احترافية دولية.
ان تصنيف وسمعة المؤسسة لا تبنى على مؤشر واحد، وأصحاب العمل يصدرون أحكامهم بناء على عدة مؤشرات منها: كفاءة الخريج، واعتماد الكلية وتميز برامجها، لذلك كان الاعتماد الأكاديمي أحد أركان بناء السمعة المتميزة للبوليتكنك.
* ما هي الخطة الاستراتيجية لبوليتكنك البحرين 2020 - 2025؟
- الشيخ علي: وضعت بوليتكنك البحرين خطة استراتيجية وثيقة تغطي الأعوام من 2020 حتى 2024 وهي تجسد تطلعات الكلية وطموحاتها والاتجاه الذي ستتحرك فيه البوليتكنك، ثم قامت بعمليات التخطيط الاستراتيجي وصياغة خطط الإدارات والكليات على نطاق الكلية بتوظيف تلك الخطة التي تنبثق منها العديد من الأهداف الرئيسية والركائز الواضحة. حيث إن هذه الخطة سترسم مسارات واضحة وتصورات استراتيجية لعملية التطوير والتحسين المستمر التي ستسعى لها الكلية على المستويين الاداري والأكاديمي على مدى السنوات القادمة.
وأضافت د. ريم: الخطة الاستراتيجية للكلية طموحة، وتتطرق إلى أهم التوجهات العالمية في التعليم العالي. وقد اعتمد مجلس الأمناء خمسة أهداف استراتيجية للخطة الاستراتيجية وهي: الاستدامة: بتحقيق بوليتكنك البحرين للاستدامة المؤسسية لخلق آثر إيجابية على الصعيد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي. ونجاح الخريجين: ونعني بنجاح الخريجين ان يتم تأهيلهم بمخرجات ذات مستوى عالٍ تلبي احتياجات سوق العمل وتجعل الخريج الخيار الأمثل لأرباب العمل. وضمان التعليم والتعلم: وفق اعلى معايير الجودة وأحدث التوجهات العالمية.
والمشاركة من أجل التأثير: وذلك ببناء شراكات مع سوق العمل المحلي والعالمي وشراكات مع مؤسسات التعليم العالي العالمية بما يخدم اهداف الكلية. وريادة الأعمال والأبحاث التطبيقية: وذلك بإعداد الطلبة بمهارات ريادة الأعمال بشكل عام وريادة الأعمال المرتبطة بالأبحاث التطبيقية على وجه الخصوص.
كما تم وضع 8 ركائز استراتيجية كبرى لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية منها: التركيز على برامج ذات علاقة بعلوم المستقبل، بالإضافة إلى برامج حديثة تلبي احتياجات وطموح سوق العمل، مثل: الشهادات الاحترافية للطلبة الحاليين وللعاملين في سوق العمل، الراغبين في تطوير أنفسهم.
كما سوف تطرح الكلية البرامج المزدوجة التي تمنح الطالب خبرات في مجالات ذات علاقة بتخصصه. بالإضافة إلى أن خدمة المجتمع ستحظى باهتمام كبير في السنوات القادمة، حيث ستعمل الكلية على توظيف خبراتها في التعليم، لإطلاق مبادرات تخدم المجتمع عن طريق التعليم والبحث العلمي. ومن جانب آخر فإن الخطة تركز على العالمية «internationalisation» والتي تهدف إلى إكساب طلبة الكلية خبرات تمكنهم من العمل في سوق العمل العالمي بشكل واسع، وسيكون ذلك بالتركيز على التبادل الطلابي مع جامعات عالمية، نستقبل طلبتهم ويستقبلون طلبة الكلية في جامعاتهم، كما سيكون هناك تعاون مع الجامعات العالمية في مجال البحث العلمي.
* مع اعتماد التعليم الرقمي و«عن بعد»، هل يمكن أن تشهد بوليتكنك البحرين زيادة في أعداد الدفعات الجديدة؟
- د. ريم: زيادة عدد الطلبة مرتبطة بعدة عوامل بعد التعليم عن بعد، أهمها النسبة بين المعلم والمتعلم لضمان تقديم تجربة تعليمية متميزة وذات جودة عالية، يحظى فيها الطالب بالمتابعة والاهتمام، لتلبية مختلف حاجاته والتغلب على الفروقات الفردية. ولكن زيادة أعداد الطلبة تقع ضمن أولوياتنا في الخطة الاستراتيجية 2020-2024 والتي تم تدشينها في بداية العام الجاري. وعليه فقد تمكنت بوليتكنك البحرين من زيادة عدد الطلبة المقبولين للعام الجاري بما يفوق عدد الطلبة المقبولين للسنوات المنصرمة.
* كيف غير التعليم «عن بعد» نمط الحياة الدراسية في بوليتكنك؟
- د.ريم: تمتاز البيئة التعليمية في البوليتكنك بأنها بيئة تعليمية ثرية قائمة على الأنشطة الصفية واللا صفية، والتفاعل بين الطلبة والهيئتين الأكاديمية والإدارية، والتفاعل كذلك بين الطلبة بعضهم مع البعض، وكان التغيير الذي أحدثته الجائحة كبيرًا على هذه البيئة، حيث توقفت جميع الأنشطة والفعاليات الطلابية بسبب الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها.
ولقد وظفت بوليتكنك البحرين كل الإمكانيات لدعم الطلبة لتجاوز هذا الوضع، حيث قامت إدارة الخدمات الطلابية بتهيئة الطلبة وإعدادهم منذ اليوم الأول. لقد فوجئنا بسرعة تكيف طلبة الكلية والهيئة الأكاديمية مع التغييرات التي طرأت، فلم يعد اليوم الدراسي 8 ساعات فقط كما كان في السابق. كما أن إدارة الخدمات الطلابية ومجلس الطلبة قد أقاما مجموعة من الفعاليات والأنشطة اللا صفية في بيئة افتراضية. كما أن رغبة أعضاء الهيئة الأكاديمية بإثراء هذه التجربة جعلهم يبذلون جهدًا أكبر لتخطي أي تحد قد يواجه الطالب في التعلم عن بعد، لذلك كثفوا من تواصلهم مع الطلبة مستخدمين كل المنصات التعليمية لذلك، كما حاولوا زيادة الأنشطة الإثرائية التي تعزز التجربة التعليمية للطلبة، لتحقيق الأهداف التعليمية نفسها، وبالجودة ذاتها التي تميز بها التعليم في الكلية.
كما أن الحلول التي وضعها الأساتذة لتذليل الصعوبات كانت حلولاً إبداعية فاقت كل التوقعات، لذلك نحن فخورون بالهيئتين الأكاديمية والإدارية لما كان لهما من دور في تشكيل وإرساء بيئة تعليمية متميزة خلال هذه الجائحة.
* هل سيزيد ذلك من جودة البرامج الأكاديمية المطروحة في الكلية؟
- د. ريم: جودة البرامج في الكلية مبنية على معايير عالية، ونحن منذ تأسيس الكلية ملتزمون بها التزاما تامًا تجاه شركائنا سواء كان التعليم تقليديًا، أو عن بعد، أو مدمج. جودة البرنامج تعتمد على أربعة مكونات رئيسية: جودة المحتوى الدراسي، وطرق التدريس، والقياس والتقييم، والأنشطة والإثراءات اللا صفية. لذلك فالتعليم عن بعد يعد أحد مكونات البرنامج وجودته تضمن جودة البرنامج، ولكن لا يمكن القول إن التعليم عن بعد سيزيد من جودة البرنامج بل إن الاهتمام بجودة مكونات البرامج الأربعة هي التي ستضمن جودة البرنامج. لذلك البوليتكنك تعيد مراجعة هذه المكونات لضمان استجابتها للتحولات العالمية الكبرى فيما يخص التعليم العالي وسوق العمل.
كما تقوم الكلية بتقييم برامجها تقييمًا ذاتيًا ناقدًا بهدف جعل برامجها أكثر تميزًا في التعليم عن بعد. كما اشتركت الكلية مع مؤسسات دولية تعنى بجودة التعليم عن بعد مثل «Quality Matters» وكانت بوليتكنك البحرين أول مؤسسة تعليم عالٍ في البحرين تنضم إليها، مما يعكس ما توليه الكلية من اهتمام كبير بالجودة مهما كانت الظروف، وهو ما أكد عليه مجلس الأمناء برئاسة الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة في توجيهات واضحة للإدارة التنفيذية بأن لا مناص من الحفاظ على أعلى معايير الجودة في كل الظروف.
كما أن لبوليتكنك البحرين شراكة قوية مع سوق العمل يساهم فيها ممثلو سوق العمل في تصميم وبناء البرامج ومخرجات التعلم بما يناسب احتياجاتهم. حيث تعتبر الكلية سوق العمل احد أصحاب المصلحة وتلبية احتياجاتهم ورضاهم عما نقدمه من برامج احد مؤشرات الجودة في التعليم العالي، وهو ما تؤكده كبرى الشركات في البحرين وجميع قطاعات سوق العمل في التغذية الراجعة عن برامجنا.
* الكفاءات البحرينية في سوق العمل، ما دور بوليتكنك البحرين في صقل تلك الكفاءات وتكوينها؟
- الشيخ علي: في الخطة الاستراتيجية للكلية تم التركيز على توفير فرص تعليمية واحترافية عالية المستوى سواء لطلبة الكلية أو للكفاءات البحرينية في سوق العمل. لذلك تدمج الكلية الشهادات الاحترافية في برامجها، فيحصل الخريج على شهادة أكاديمية وشهادة احترافية، وقد حققت الكلية في ذلك نجاحًا كبيرًا، وشهدت كذلك إقبالاً كبيرًا من قبل سوق العمل، حيث أتاحت الفرصة للكفاءات البحرينية من غير طلبة الكلية، وقامت بطرح شهادات احترافية لغير الطلبة تلبي احتياجات سوق العمل والعاملين فيه، وقد حقق هذا التوجه نجاحًا كبيرًا، حيث شجع كثير من المؤسسات على طرح هذه الشهادات التي كان آخرها «شهادة احترافية في الذكاء الاصطناعي».
كما أن بوليتكنك البحرين تقوم بتأهيل الكوادر البحرينية في سوق العمل ممن تنقصهم الخبرات الأكاديمية، حيث إن باب القبول مفتوح لجميع الفئات من طلبة حديثي التخرج أو الطلبة الراشدين. هذا بالإضافة إلى تقديم برامج مصممة خصيصًا لبعض القطاعات من شركات ومؤسسات لتدريب موظفيها.
* رؤية البحرين 2030, كيف يمكن لقطاع التعليم أن يلعب دورًا في تحقيقها؟
- الشيخ علي: إن الرؤية تهدف إلى جعل المواطن البحريني الخيار الأفضل في سوق العمل المحلي والعالمي، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون فرص تعليمية متميزة تضاهي جودتها مؤسسات التعليم العالي العالمية. إن إكساب الخريج البحريني الخبرات التعليمية والمهارات العملية سوف يمكنه من دفع عجلة التنمية وفق رؤية مملكة البحرين 2030 ويجعله عنصرًا فاعلاً مساهمًا في بناء وتطور هذا البلد العزيز.
وأضافت د. ريم: يلعب التعليم الدور الأبرز في تحقيق رؤية 2030. لذلك مع تدشين الرؤية تم تدشين ثلاث مبادرات مرتبطة بالتعليم وهي: بوليتكنك البحرين، وهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وكلية المعلمين. ويعكس ذلك اهتمام القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها بالتعليم، وإيمانها بأن التعليم هو مفتاح تحقيق الرؤية.
كلمات دالة
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}