الشغف والمرونة والتعاطف .. احتياجات "موظفي 2022" تختلف

تغيرت احتياجات وتوقعات الموظفين كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعدما صار مفهوم العمل عن بعد أكثر شيوعاً وانتشاراً، فهذا المفهوم جعل الكثير من الموظفين يعيدون النظر ليس فقط في الطريقة التي يعملون بها، وإنما في المزايا التي قد يقدمها لهم العمل.

وقد خلصت دراسة أجرتها مجموعة مان باور "Manpower Group" لخدمات التوظيف إلى أن الشعور بالسعادة في مكان العمل يمثل أولوية بالنسبة للموظفين، حيث يتوقع الموظفون من أصحاب العمل أن يقدموا لهم أشياءً أكثر من مجرد رواتب جيدة أو مزايا تقليدية.

وساعدت التغييرات التي أحدثتها جائحة كورونا في إعادة ضبط التوازن بين العمل والحياة الشخصية بالنسبة لكثيرين، حيث قدم العديد من الأشخاص استقالتهم وتركوا عملهم.

ويرجع ذلك بشكل كبير إلى انتقال الأشخاص من العمل في المكتب إلى العمل عن بعد، والذي جعل- بالإضافة إلى التغييرات الأخرى- الأشخاص يعيدون التفكير في الطريقة التي يعملون بها، وتوقعاتهم من مكان العمل.

ورغم أن هذه الاتجاهات ليست حديثة، وظهرت منذ سنوات، إلا أن التقرير يشير إلى أنها أصبحت أكثر إلحاحاً مؤخراً، خاصة مع تزايد انتشار فكرة العمل عن بعد بشكل كبير بعد جائحة كورونا.

الرفاهية والثقافة المشتركة

- تشير الدراسة التي أجرتها مجموعة "مان باور" إلى أن تغيير القوى العاملة للروتين اليومي الخاص بالعمل من 9 صباحاً حتى الخامسة مساءً في المكتب، إلى العمل عن بعد من المنزل، أدى إلى تغيير توقعات الموظفين.

- نتيجة لذلك أصبح الكثير من الأشخاص ينتظرون الآن من أصحاب العمل أن يضعوا المرونة وتنمية المهارات كأولوية.

- ويشمل ذلك منح الموظفين الحرية ليقرروا بأنفسهم أوقات بدء وإنهاء العمل، وأن تكون هناك أيام إجازة أكثر، وغير ذلك من خيارات العمل المرن.

- وتأتي الرفاهية في مقدمة أولويات الموظفين أيضاً، إذ أن نحو نصف العمال الذين شاركوا في الدراسة كانوا على استعداد للانتقال إلى شركة أخرى لتحسين رفاهيتهم.

أصحاب الشركات وعالم العمل المتغير

- تتطلب كل هذه التغييرات التي تحدث في عالم العمل أن يعيد أصحاب الشركات التفكير في المزايا التي يقدمونها للموظفين، لتشمل الرفاهية العقلية والنفسية.

- ويبحث الموظفون على نحو متزايد الآن عن الشركات التي توفر لهم الدعم والتعاطف، بما في ذلك منح إجازات من أجل الصحة النفسية للموظفين.

- وقد أكد ثلاثة أرباع الموظفين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته مجموعة "مان باور" أنهم يريدون أن يشعروا بالحماس والشغف تجاه العمل الذي يقومون به.

- وفي ظل وصول نقص المواهب وصعوبات التوظيف إلى أعلى مستوياتهما منذ 15 عاماً، أصبح لزاماً على الشركات الاستثمار في تحسين تجربة موظفيها، فالشركات التي تفعل ذلك ستكون قادرة على الاحتفاظ بموظفيها، وجذب المزيد.

- وبشكل عام أصبح الموظفون والمستهلكون وأصحاب الأسهم يفضلون التعامل مع الشركات، التي تعطي الأولوية للأشخاص والمجتمعات، وتدعم القضايا البيئية والمجتمعية.

- وباتت الطريقة التي تتصرف بها الشركات أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن أن يستخدمها أي شخص لفضح أي سلوكيات أو ممارسات شائنة.

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي