الرئيس التنفيذي لـ«أبوظبي الإسلامي»: ارتفاع الطلب على التمويل البنكي في السوق المحلي

تشهد السوق الإماراتية في الوقت الراهن، ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على تمويل السكن والسيارات وبطاقات الأفراد، فضلاً عن تمويل الشركات، ما يعكس التفاؤل المستمر بقوة الاقتصاد الإماراتي، الذي سجل قفزة في النمو خلال العام الحالي، بدعم رؤية القيادة الرشيدة لبناء اقتصاد قوي يتسم بالتنوع والمرونة، بحسب ناصر العوضي، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي. 

وقال العوضي لـ«الاتحاد»: إن الطلب على تمويلات الأفراد، يظهر وجود رغبة قوية للمستهلكين في الحصول على التمويل شخصي، كما زاد الطلب على البطاقات والتمويلات السكنية، لافتاً إلى أن محفظة التمويل لمصرف أبوظبي الإسلامي نمت بنسبة 10% في صافي تمويلات العملاء منها 5% في قطاع الأفراد الذي زاد الطلب فيه على التمويلات الشخصية وتمويلات السيارات والبطاقات.

وأوضح العوضي أن مصرف أبوظبي الإسلامي حقق نمواً في ودائع المتعاملين بنسبة 10 % على أساس سنوي، في إطار استراتيجية المصرف لتوسيع نطاق أعماله وزيادة حصته في السوق واستقطاب متعاملين جدد.

وقال: «أسست القيادة الإماراتية استراتيجية واضحة تهدف إلى جعل دولة الإمارات في المقدمة على كافة الصعد، وقد تأكدت فعالية هذا النهج كإحدى الركائز الأساسية لمستقبل جميع القطاعات الاقتصادية في الدولة، إذ أسست الرؤية الإماراتية لاقتصاد قوي يتسم بالتنوع والمرونة والقدرة على مواجهة مختلف التحديات، وما يحمله ذلك من فرص عديدة تشمل كافة القطاعات والمجالات في الدولة، ومن بينها المصارف والمؤسسات المالية ومجالات التقنيات والاستدامة والتحول الرقمي وغيرها من المجالات الأخرى».
 

تطورات مصرفية 

وأضاف: «شهد القطاع المصرفي خلال السنوات الماضية تحولات وتطورات أحدثت نقلة نوعية في طريقة عمل المصارف والمؤسسات المالية، وصعودها على قوائم التصنيفات العالمية، باعتبارها من أكثر المؤسسات الاقتصادية قيمة وتأثيراً على مستوى المنطقة والعالم، فلم تعد المصارف الإماراتية مؤسسات محلية بقدر ما هي مؤسسات عالمية تنتشر أنشطتها وأعمالها وفروعها في مختلف بلدان العالم، ومن بينها مصرف أبوظبي الإسلامي الذي عزز مكانته كأحد أكبر المصارف الإسلامية في الدولة والمنطقة، وذلك في إطار التزامه بالمساهمة في تعزيز جهود التنويع الاقتصادي في الدولة، من خلال دوره الفعال في نمو قطاع التمويل لدى جميع الأطراف والقطاعات المعنية، فضلاً عن توسيع قاعدة متعامليه من الأفراد والمؤسسات».
 

وقال: «تشير التقارير الحالية إلى متانة الوضع المالي للمصارف الإماراتية من حيث حجم السيولة، وانتعاش أنشطة قطاع الأعمال بوجه عام».

وأشار العوضي إلى أن مصرف أبوظبي الإسلامي حقق نمواً قوياً بنسبة 30% في صافي أرباحه على أساس سنوي خلال النصف الأول من عام 2022 نتيجة الزيادة الكبيرة في أصوله وإيراداته وإجمالي تمويله، ويعكس هذا الأداء المتميز البيئة الاقتصادية المحفزة في دولة الإمارات. وجاء هذا الأداء القوي مدفوعاً بزيادة قدرها 7% في الإيرادات نتيجة قدرة المصرف على استقطاب 48 ألف متعامل جديد خلال النصف الأول من العام الجاري. وقال: «بالنسبة للفترة المتبقية من العام أتوقع أن نستمر على نفس النمط وبنفس الزخم إذ إننا ننظر بثقةٍ إلى التوقعات الاقتصادية لدولة الإمارات والمنطقة عموماً».

وأضاف: «على الرغم من قوة المنافسة في السوق المصرفية التي نعمل فيها، فإننا على قناعة بأننا قادرون على الاستفادة من مسيرة التنمية والتنويع الاقتصادي المستمرة في دولة الإمارات، كما أنه لدينا اليوم العديد من المبادرات قيد التنفيذ، حيث نسعى للاستفادة من تحسن الظروف الاقتصادية، والتي من المرجح أن تبقى عند مستويات صحية خلال النصف الثاني من العام 2022».
 

أسعار الفائدة

ولفت العوضي إلى أنه بعد فترة طويلة نسبياً من ثبوت أسعار الفائدة عند مستويات متدنية بدأت الآن دورة جديدة من ارتفاع أسعار الفائدة، والتي قد تستمر في الفترة المقبلة. وقال: لم نلمس بعد أثر رفع ارتفاع الفوائد على القطاع المصرفي المحلي، ولكن من المتوقع أن ينعكس هذا على أداء القطاع المصرفي في الفترة المتبقية من العام والعام القادم، حيث ستقوم المصارف بإعادة تقييم محافظها التمويلية مما سيؤدي إلى نمو في هوامش الأرباح.  ولفت العوضي إلى أن قطاع الخدمات المصرفية العالمي يشهد حالياً فترة تحولات وفرص غير مسبوقة في تاريخه، حيث يتجه العالم بخطوات ثابتة نحو اعتماد التحول الرقمي والتقنيات المالية التي تخلو من الوسطاء، كما تشكل الاستدامة إحدى محاور الاهتمام الرئيسية بالنسبة للعملاء والمجتمعات والموظفين والحكومات حول العالم، بينما أصبحت مواضيع التنوّع والتغير المناخي ورفاهية الموظفين والحوكمة وغيرها اليوم عوامل أساسية في تحقيق النجاح بالنسبة للشركات والجهات المعنية فيها.
 

استراتيجية المصرف

وقال: في ضوء هذه التطورات، أجرى مصرف أبوظبي الإسلامي مراجعة لاستراتيجيته الخاصة بالأعوام الخمسة القادمة، وتقوم استراتيجية المصرف الجديدة لعام 2025 على 4 ركائز تشمل، مواصلة الابتكار وتقديم منتجات مصرفية جديدة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، والتي تتيح للمصرف دعم متعامليه في مجالات الخدمات المصرفية للأفراد، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والخدمات المصرفية للشركات باعتبارها محور التركيز الرئيسي في استراتيجية المصرف.

كما تتسم استراتيجية مصرف أبوظبي الإسلامي بالتركيز على الاستفادة من حضوره القوي في قطاع التجزئة الإماراتي، مع الحرص على جذب وتطوير قطاعات أعمال جديدة تمكن المصرف من تحقيق نمو في الأرباح. ويتمثل الهدف الأساسي للاستراتيجية الجديدة في الالتزام بتعزيز القيمة للجهات المعنية، حيث تتضمن أهداف استراتيجية 2025 للمصرف تحقيق عوائد على حقوق المساهمين بنسبة 20%، ومضاعفة الأرباح الصافية، وخفض نسبة التكلفة إلى الدخل إلى 36%.
 

توطين الوظائف

وأكد العوضي أن مصرف أبوظبي الإسلامي يحقق إنجازاً في توطين الوظائف وتطوير الكوادر الوطنية، إذ يشكل المواطنون أكثر من 40% من فريق عمل مصرف أبوظبي الإسلامي، وهم يلعبون دوراً بارزاً في تعزيز ثقافة المصرف القائمة على التميز والأداء القوي. وقال: ينصب تركيزنا في المصرف على دعم وتمكين الكوادر الإماراتية والقدرات الوطنية من خلال العمل على إعداد القوى العاملة الإماراتية بالمهارات المستقبلية التي يحتاجونها ليكونوا قادة أعمال الغد، فمن خلال المساهمة بإعداد جيل من الشباب يمكن أن نسهم بفاعلية في تحويل المجتمع وإحداث تأثير إيجابي واسع النطاق على الأداء المؤسسي وفي نهاية المطاف مجتمعنا بشكل عام.

وأضاف: يعتمد مصرف أبوظبي الإسلامي على آلية مدروسة لتطوير الكوادر الوطنية، ويستثمر جزءاً مهماً من موارده في هذا المجال، وقد خصص المصرف ميزانية خاصة بالتوطين تقتضي استقطاب أفضل الكوادر وتدريبهم وتأهيلهم، ويعمل حاليا لدى مصرف أبوظبي الإسلامي 745 مواطناً ومواطنة في مختلف المجالات، إذ يشغل ما يقارب 100 منهم وظائف ضمن الإدارة العليا والوسطى، حيث يترأس فروع المصرف في الدولة كوادر وطنية مؤهلة.