شركة مدعومة من بلاك روك في بورتوريكو تخفض 75% من ديونها

توصلت شركة الكهرباء المفلسة في بورتوريكو إلى اتفاق مع شركتي "بلاك روك فاينانشال مانجمنت" (BlackRock Financial Management) و"نوفين أسيت مانجمنت" (Nuveen Asset Management )، يقضي بخفض عبء ديونها بنحو 75%، رغم إبداء دائنين آخرين معارضتهم للاتفاق.
 

أبرمت لجنة الإشراف المالية المعينة من الحكومة الفيدرالية في الجزيرة، والتي تدير إفلاس "هيئة الطاقة الكهربائية" في بورتوريكو، الاتفاق مع مجموعة جديدة من المستثمرين الذين يمتلكون 2.4 مليار دولار من ديون شركة الكهرباء، حيث تشمل المجموعة كلاً من "بلاك روك" و"نوفين" و"فرانكلين أدفيزرز" (Franklin Advisers) و"تاكونيك كابيتال أدفيزرز" (Taconic Capital Advisors) و"وايتبوكس أدفيزرز" (Whitebox Advisors). ويهدف الاتفاق إلى خفض مطالبات ديون إجمالية تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، لتصل إلى نحو 2.5 مليار دولار من خلال سندات جديدة.
 

قال دائنون آخرون، من بينهم "غولدن تري أسيت مانجمنت" (GoldenTree Asset Management) و"سينكورا غارانتي" (Syncora Guarantee) و"أشورد غارانتي" (Assured Guaranty)، إنهم قد يحتكمون إلى القضاء اعتراضاً على الاتفاق. قد يلجأ الطرفان إلى الفصل في خلافاتهما أمام قاضية المحكمة الجزئية الأميركية، لورا تايلور سوين, حيث من المقرر أن تُعقد جلسة استماع يوم الأربعاء المقبل.
 

بعد أن خفضت بورتوريكو عشرات المليارات من الديون والالتزامات العامة وسندات ضريبة المبيعات من خلال اتفاقيات إعادة الهيكلة التوافقية، فإن إفلاس شركة "بريبا" (Prepa)، كما يُطلق على شركة الكهرباء (وهو اختصار للاسم الكامل Puerto Rico Electric Power Authority)، يثبت أنه أكثر إثارة للجدل.

ستمنح الصفقة حاملي السندات الذين يوقعون على الاتفاق 12.5 سنت على الدولار، يما يفوق القيمة المستحقة لهم عندما دخلت "بريبا" في الإفلاس في يوليو 2017، و3.5 سنت للمستثمرين الذين يرفضون الانضمام إلى خطة إعادة الهيكلة.
 

قال ديفيد سكيل، رئيس مجلس الرقابة، للصحفيين يوم الجمعة: "نحن ندرك أن شروط الخطة -التي تعكس الواقع الحالي- قد يكون من الصعب قبولها بالنسبة إلى البعض، لكننا ما زلنا نأمل أن ينضم المزيد من حاملي السندات إلى الاتفاق، وأن هذا سينهي إفلاس (بريبا) مرة واحدة وإلى الأبد".
 

تداول سند "بريبا" بقسيمة 5% ويُستحق في عام 2032، حيث كان آخر سعر في 17 أغسطس بمتوسط 37.4 سنت على الدولار، منخفضاً من نحو 65 سنتاً في بداية العام، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
 

تأجيل الإفلاس 6 سنوات
 

رغم أن الصفقة تسهم في إرجاء الإفلاس لمدة ست سنوات، بعد عملية إعادة هيكلة ديون بورتوريكو والأعاصير والجائحة، فإن الطعون المحتملة من قبل الدائنين وشركات التأمين على السندات يمكن أن تطيل الفترة. تحتاج "بريبا" إلى تحديث شبكة الكهرباء القديمة والمتهالكة لتحقيق الاستقرار في معدلات الكهرباء، وإنهاء حالات انقطاع التيار الكهربائي المزمنة.
 

قال روبرت موخيكا، المدير التنفيذي لمجلس إدارة الشركة، للصحفيين يوم الجمعة: "سيظل برنامج (بريبا) أداة مستدامة، وسيواصل الاستثمارات الحيوية وسيكمل تحول نظام الطاقة في بورتوريكو من أجل توفير طاقة أكثر موثوقية، ودعم النمو الاقتصادي، والاستقرار المالي في الجزيرة".
 

تُعد الصفقة جزءاً من اقتراح لخفض الديون قدمه مجلس الرقابة إلى المحكمة يوم الجمعة، وهو آخر جزء كبير من ديون بورتوريكو التي تحتاج إلى إعادة هيكلة. يشمل ذلك رسوماً شهرية جديدة قدرها 8.71 دولار، في المتوسط، لبعض السكان لسداد السندات الجديدة. يعترض العديد من سكان بورتوريكو على فرض أي نوع من رسوم الكهرباء الإضافية، لأنهم يتكبدون بالفعل قدراً من أعلى الرسوم في الولايات المتحدة. يجب أن يوافق مكتب الطاقة في الجزيرة، بصفته الجهة التنظيمية المستقلة للطاقة، على أي رسوم جديدة.
 

يأمل سكيل وموخيكا أن تعقد المحكمة جلسة تأكيد بشأن الخطة في وقت ما في يناير، إذ يتوقعان أن تحتاج المحكمة إلى خوض إجراءات التماس أخرى، شاملة جميع حملة السندات، بما في ذلك المستثمرون الأفراد، لكي يوافقوا على التصويت على الخطة.
 

تقسيم الدائنين
 

كانت القاضية سوين قد وجهت في مارس الماضي ضربة لحاملي السندات، عندما قضت بأن لديهم فقط مطالبة مضمونة بنحو 16 مليون دولار كانت "بريبا" قد أودعتها بالفعل في حسابات احتياطية. في يونيو، منحتهم الحق في صافي إيرادات شركة المرافق البالغة 2.38 مليار دولار، وهو جزء محدود من سندات وقروض تُقدر قيمتها بما يقرب من 9 مليارات دولار مستحقة لدى "بريبا" عندما دخلت الإفلاس.
 

قسمت هذه الأحكام القضائية مجموعة حاملي السندات المخصصة الأصلية التي تمثلها شركة "كرامر ليفين نفتاليس أند فرانكل" (Kramer Levin Naftalis & Frankel)، والتي تم حلها الآن.
 

عيّنت "بلاك روك" في مايو الماضي شركة المحاماة "بول، فايس، ريفكيند، وارتون أند غاريسون" (Paul, Weiss, Rifkind, Wharton & Garrison) للمساعدة في إعادة هيكلة بعض سندات "بريبا"، وفقاً لوثائق المحكمة. انضمت شركة "نوفين" وشركات أخرى إلى "بلاك روك" في وقت سابق من الشهر الجاري.
 

من جانبها، تزعم شركة "غولدن تري أسيت مانجمنت"، التي تمتلك ديوناً بقيمة 835 مليون دولار لـ"بريبا" حتى 14 أغسطس، أنها استُبعدت من مفاوضات حملة السندات، وقالت إنها ستسعى إلى استئناف الاقتراح الحالي لمجلس الإدارة.
 

أما شركة "إنفيسكو أدفيزرز"، التي تمتلك ديوناً بمبلغ 604 ملايين دولار حتى 14 أغسطس، فكانت عضواً سابقاً في مجموعة "كرامر ليفين", وقد رفضت الانضمام إلى "بلاك روك" أو محاولة "غولدن تري" لرفع دعوى قضائية، وفقاً لوثائق المحكمة.
 

من جهته، وصف دومينيك فيديريكو، الرئيس التنفيذي لشركة "أشورد غارانتي", العرض الحالي لمجلس الإدارة خلال مكالمة الأرباح في 9 أغسطس، بأنها "إهانة".

وقال إن شركة التأمين تسعى إلى التقاضي. بلغ صافي الديون الذي تحمله الشركة 446 مليون دولار مستحقة على "بريبا"، حتى 31 مارس.