حلم سيارة المستقبل .. كيف نجحت شاومي فيما أخفقت فيه آبل؟

في الوقت الذي كانت تترقب فيه الأسواق أن يصبح هناك منافس لـ "تسلا" من بين أعضاء مجموعة "العظماء السبعة"، واجهت صناعة السيارات الكهربائية منافسة جديدة وغير متوقعة من الصين.

وبدأت شركة تصنيع الهواتف الذكية الصينية "شاومي" في شحن سيارتها الكهربائية "إس يو 7"، والتي تشبه إلى حد ما طراز "تسلا موديل 3" لكن بسعر أقل، وإمكانيات تقول الشركة إنها تتفوق على منافستها الأمريكية.

وبدأت صانعة الجوالات الصينية المبيعات للتو، لذا لا يمكن حتى الآن قياس النجاح النهائي للشركة، ومع ذلك، يبدو أن "شاومي" نجحت فيما فشلت فيه شركة "آبل" التي أنفقت مليارات ناهيك عن سنوات من التخطيط على مشروع السيارة الكهربائية الفائقة.

النجاح والإخفاق سر

- أعلنت مطورة "أيفون" مؤخرًا وقف برنامج تطوير سيارتها الكهربائية الخاصة "آي كار" الذي طال انتظاره، ولم تكن واضحة بما يكفي فيما يتعلق بأسباب الإلغاء، التي طالت مشروعا كان يُعتقد أنه سينتج عنه سيارة كهربائية ومستقلة بالكامل.

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

- ربما يكون أحد أسباب عدم إطلاق شركة "آبل" سيارة خاصة بها في النهاية هو أن تطوير تقنيات القيادة الذاتية الكاملة أصعب بكثير مما يتوقعه أي شخص.

- التوقيت هو سبب محتمل آخر، حيث لم تعد المركبات الكهربائية غير عادية بعد الآن أو جديدة بالنسبة للأسواق، وتتنافس العشرات من الطرازات الكهربائية بالكامل على حصة السوق حول العالم.

- مع ذلك، لم يوقف أي من ذلك شركة "شاومي" (رغم المنافسة الشرسة التي تشكلها شركات السيارات الصينية)، علمًا بأنها لا تصنع "إس يو 7" فعليًا، وإنما تقوم شركة "بايك- BAIC" بذلك نيابة عنها.

- هذا يتوافق تقريبًا مع ما توقعته وول ستريت لشركة "آبل"، حيث قال المحللون إن صانعة "أيفون" لن تصنع السيارة بنفسها، واعتقدوا أنها ستنضم إلى صانع سيارات آخر.

- يرى البعض أيضًا أن المنافسة القوية في صناعة السيارات الكهربائية، والتي تؤثر حتى على أداء شركة "تسلا" الراسخة في السوق منذ سنوات، تبرر تركيز "آبل" وتحويل مواردها إلى الذكاء الاصطناعي.

تداعيات إعلان شاومي

- في البداية، كان المستثمرون سعداء بقرار "شاومي" بتصنيع سيارة، وارتفع السهم بنسبة 9% خلال جلسة لتصل مكاسبه في شهر مارس فقط إلى نحو 22%، فيما لا تزال معاناة سهمي "آبل" و"تسلا" مستمرة منذ بداية العام.

- تمتلك "شاومي" الآن قيمة سوقية تقترب من 50 مليار دولار، وهي قريبة من قيمتي "جنرال موتورز" و"فورد موتور"، لكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن قيمة شركة "آبل" عند 2.6 تريليون دولار.

- أصبحت "شاومي" أحدث منافس لـ "تسلا"، فيما كانت "بي واي دي" أكبر بائع للسيارات الكهربائية بالكامل في الربع الرابع من عام 2023، لكنها فقدت هذا اللقب لصالح الشركة الأمريكية في الربع الأول من هذا العام رغم انخفاض مبيعات الأخيرة 20%.

رد فعل السوق

- لا يزال النمو إيجابيًا ولكنه يتباطأ في الأشهر الأخيرة، مما ضغط أيضًا على أسهم العديد من منتجي السيارات الكهربائية، وتراجع سهم "بي واي دي" بأكثر من 7% منذ بداية العام الجاري.

- الصين هي أكبر سوق في العالم للسيارات الكهربائية، وبيعت نحو 6 ملايين سيارة هناك في عام 2023، بزيادة نحو 20% مقارنة بعام 2022.

- على الرغم من أن السوق الصيني كبير، فإنه أيضًا تنافسي للغاية، حيث توجد به عشرات الطرازات من عشرات شركات صناعة السيارات، المعروضة للبيع.

- حصلت "تسلا" على حصة تقدر بنحو 15% من سوق السيارات الكهربائية بالكامل في عام 2023، تمامًا كما كانت حصتها في عام 2022.

- حافظت "تسلا" على حصتها في عام 2023 جزئيًا من خلال خفض الأسعار بقوة (وهو أحد أسباب انخفاض السهم)، لكن هذه الحصة تشكل تراجعًا عما كانت عليه في عام 2021 عندما اقتربت من 20%.

- ستظل تجربة "شاومي" -حتى الآن- شاهدًا على إخفاق "آبل" فيما نجح فيه منافسوها، وعلى جانب آخر، فإن المزيد من المنافسة لا يساعد سهم "تسلا" الذي انخفض مع ضعف المبيعات، وعمق خسائره إلى أكثر من 30% منذ بداية هذا العام.

المصدر: ماركت ووتش