مدير فورد لـ أرقام: وكلاؤنا في السعودية يحددون أسعار بيع السيارات وفقًا لظروف السوق المحلية

سامي ملكاوي المدير العام لدى فورد الشرق الأوسط

قال سامي ملكاوي، المدير العام لدى فورد الشرق الأوسط، إن تحديد أسعار بيع السيارات هي عملية مستقلة يقوم بها وكلاء فورد في المملكة وفقًا لظروف السوق المحلية، ما قد يؤدي إلى بعض الاختلافات في الأسعار من منطقة إلى أخرى.

وأضاف ملكاوي في مقابلة مع "أرقام" أن وكلاء فورد في السعودية، وهما شركتا توكيلات الجزيرة للسيارات ومحمد يوسف ناغي للسيارات، يمثلان 57% من إجمالي أعمال فورد في الشرق الأوسط.

أوضح أن الارتفاع العالمي في أسعار المعادن ونقص الرقائق الإلكترونية أثرا على تكاليف الإنتاج في صناعة السيارات ككل. مشيرًا إلى أن فورد تقوم باستمرار بتقييم تحديات هذه التكاليف مع التركيز القوي على الحفاظ على القيمة والجودة لعملائها.

وتحدث ملكاوي عن استثمارات فورد في السوق السعودي وتوقعاتهم لنمو المبيعات الشركة ونظرتهم لمستقبل السيارات الكهربائية في المملكة. وإلى تفاصيل اللقاء:

*كيف تنظر فورد إلى رؤية 2030 الهادفة إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي لقطاع السيارات؟ وكيف تخطط الشركة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف؟

- النمو الذي حققته المملكة مؤخراً كان استثنائياً، وقد دعمته استثمارات كبيرة من القطاعين العام والخاص إضافة إلى التوسع الاقتصادي غير النفطي. وهذه الظروف الديناميكية لم تسهم في خلق بيئة مثالية لسوق سيارات مزدهر فحسب، بل ألهمت فورد أيضاً لتعميق التزامها تجاه المملكة.

فنحن نتبنّى بشكل كامل التحوّل الناتج عن رؤية 2030 ونلتزم بالمساهمة في تحقيق هذه الأهداف. ومن خلال خبرتنا الواسعة والابتكارات القائمة على التكنولوجيا والاستراتيجيات التي تركّز على العملاء، ندعم بفعّالية رسم المشهد المستقبلي لقطاع السيارات الذي يتطوّر بسرعة في المملكة. كما أنّ زخم مبيعات الشركة القوي واستثماراتها الإستراتيجية يؤكدان التزامها تجاه السوق السعودي ودعم مسهتدفات رؤية 2030 المتمثلة في اقتصاد متقدم ومتنوع مدفوع بالنمو المستدام والابتكار.

والمملكة العربية السعودية تعتبر أكبر أسواقنا، كما نقوم باستثمارات كبيرة في المملكة، مع التركيز على موظفينا وشراكاتنا.

لقد بادرنا إلى تعيين أميت شيتي مديراً إقليمياً للمملكة العربية السعودية، وطلال العامري مديراً إقليمياً للمبيعات. وهذه التعيينات تعزز التزام فورد طويل الأمد تجاه المملكة، ما يوثق علاقاتنا مع الوكلاء وقدرتنا على خدمة العملاء الحاليين والمستقبليين بفعالية.

إضافة إلى ذلك، فإن تفانينا الثابت تجاه شركائنا من الوكلاء السعوديين، شركة توكيلات الجزيرة للسيارات وشركة محمد يوسف ناغي للسيارات، أمر أساسي لنجاحنا في المنطقة. وبفضل شراكتنا القوية، أصبحت فورد الآن من أكثر الشركات المصنعة نموًا  في السعودية، حيث يمثل هذان الوكيلان 57% من إجمالي أعمال فورد في الشرق الأوسط. ودعمهما الذي لا يقدر بثمن هو المفتاح لتحقيق أهدافنا المشتركة للمملكة ومواصلة تحقيق أهداف رؤية 2030.

*كم بلغت مبيعات سيارات فورد في السعودية حتى نهاية النصف الأول 2024 مقارنة بنفس الفترة العام السابق؟ وكيف ترى الشركة مستوى أدائها في المملكة مقارنة ببقية الأسواق؟

- التزام فورد تجاه منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تجاه السعودية، يبقى أولوية رئيسية بالنسبة لنا، وهذا ينعكس في الأداء القوي للشركة في المملكة. وفي النصف الأول من العام 2024، حققت فورد نمواً ملحوظاً بلغت نسبته 15% على أساس سنوي، ما يؤكد نجاح استراتيجيتها الإقليمية.

وخلال العام الجاري، احتفل السوق السعودي بالعديد من الإنجازات المهمة، ما عزز مكانة فورد كعلامة تجارية رائدة للسيارات في المملكة. وشهد شهر سبتمبر أفضل مبيعات شهرية منذ العام 2015، مع أداء متميز لطرازات عدّة، بما في ذلك مبيعات قياسية لكل من تيريتوري وإيفرست وF-150. وقد أدى هذا الزخم إلى جعل فورد خامس أكبر شركة مصنّعة للسيارات في المملكة.

فبعد إطلاق تيريتوري في العام 2023، حظيت هذه السيارة بقوة جذب سريعة في فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات وصغيرة الحجم التي تتميّز بشدّة التنافس، حيث حصلت على المركز الثاني في هذه الفئة.

واستناداً إلى إرثها الحافل بالنجاحات، حافظت توروس على زيادة مذهلة في المبيعات بنسبة بلغت 77% في العام 2023 لتضمن مكانتها كثاني أكثر السيارات مبيعاً في فئة السيدان.

من جهة أخرى، استطاعت سيارة إيفرست، التي تم إطلاقها مؤخراً، الصعود بسرعة إلى المركز الثالث في فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات التقليدية ومتوسطة الحجم، ما يؤكد جاذبيتها في المنطقة.

وأخيراً، واستمراراً لإرثها العريق، تظل موستانج السيارة رقم 1 في فئة السيارات الرياضية ذات الأداء العالي، وتتصدر فئتها بجاذبية لا مثيل لها.

*ما رؤيتكم للمشهد التنافسي في السوق السعودي، وخاصة مع دخول العلامات التجارية للسيارات الصينية؟ وكم تقدر الحصة السوقية التي تمتلكها فورد حالياً من السوق السعودي، وهل لديكم خطة لزيادة هذه الحصة في المستقبل القريب؟

- كما ذكرت، فورد تحتل حالياً المرتبة الخامسة كأكبر شركة مصنّعة للسيارات في المملكة، وهذا دليل كبير على المكانة الحالية التي نحتلها في السوق السعودية.

ومع التوقعات بتضاعف المبيعات في العام 2024 بالمقارنة مع العام 2022، فإن هذا الأداء القوي يسلط الضوء على ريادتنا في قطاع السيارات السعودي. كما يستمر حضور فورد الراسخ وثقة عملائها والتزامها الثابت بالجودة في تعزيز مكانتها، حتى مع دخول منافسين جدد إلى السوق.

* كيف يؤثر ارتفاع أسعار المعادن والرقائق الإلكترونية على تكاليف إنتاج سياراتكم؟ وهل تعتقدون أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق السعودي؟

- لا شك في أن الارتفاع العالمي في أسعار المعادن ونقص الرقائق الإلكترونية أثرا على تكاليف الإنتاج في صناعة السيارات ككل. وفي فورد، نقوم باستمرار بتقييم تحديات التكلفة هذه مع التركيز القوي على الحفاظ على القيمة والجودة لعملائنا.

* لماذا تتفاوت أسعار فورد بين السوق السعودي والأسواق الأخرى حول العالم؟ هل هناك عوامل محلية محددة تؤثر على الأسعار في المملكة؟

- يقوم وكلاؤنا في المملكة العربية السعودية، كما هو الحال في الأسواق الأخرى، بتحديد الأسعار بشكل مستقل ووفقاً لظروف السوق المحلية، ما قد يؤدي إلى بعض الاختلافات في الأسعار من منطقة إلى أخرى.

* كيف تتصور مستقبل إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية في السوق السعودي؟ وهل لديكم خطط لتوسيع تشكيلة سياراتكم الكهربائية في المملكة؟

- يشهد سوق السيارات الكهربائية في السعودية تنامياً سريعاً، وهو مدفوع إلى حد كبير برؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد بما يتجاوز اعتماده التقليدي على الهيدروكربونات.

وأحد الأهداف المحورية لهذه الرؤية هو ضمان تشغيل 30% من المركبات في الرياض بالكهرباء مع حلول العام 2030.

ولدعم هذا الهدف الطموح، وظفت المملكة استثمارات كبيرة لتعزيز مكانتها في سلسلة التوريد العالمية للسيارات الكهربائية وتطوير التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية. وتركز الحكومة أيضاً على تدعيم البنية التحتية، مثل محطات شحن السيارات الكهربائية، وذلك لتشجيع اعتمادها. ومن خلال هذه الجهود، تطمح المملكة لأن تصبح مركزاًإقليمياً لحلول المركبات الصديقة للبيئة وتقنيات السيارات المتقدمة.

وانطلاقاً من التزام فورد بدعم رحلة النمو في المملكة، أجرينا أبحاثاً مكثفة حول جاهزية المستهلك للسيارات الكهربائية في السعودية. وكشفت الدراسات أن الاهتمام بالمركبات الكهربائية آخذ في التزايد، حيث يرغب 40% من المستهلكين السعوديين الذين تم استفتاؤهم في شراء سيارة كهربائية خلال الـ 12 شهراً المقبلة، وأفاد 81% منهم أن آراءهم حول المركبات الكهربائية تحسنت خلال العام الماضي. ويقول العديد من السائقين الآن إنهم ينظرون إلى المركبات الكهربائية على أنها أنيقة وممتعة في القيادة ومتقدمة من الناحية التكنولوجية، ما يشير إلى تحول إيجابي في التصور العام لهذا القطاع.

وتعتبر السعودية سوقاً حيوياً لفورد في الشرق الأوسط، حيث نلتزم بتقديم تصميمات مبتكرة تركز على العملاء وهي مصممة خصيصاً لتناسب الرغبات المحلية. ونحن متحمسون للمساهمة في رحلة المملكة نحو اعتماد السيارات الكهربائية ولعب دور مهم في تشكيل مستقبل سوق السيارات الكهربائية السعودي. كما نعمل على توسيع خيارات السيارات الكهربائية لدينا من أجل تقديم مجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية، بدءاً من الشاحنات التجارية وحتى شاحنات البيك أب المتوسطة والكبيرة، وسيارات الدفع الرباعي بعيدة المدى. وهدفنا هو تقليل انبعاثات الكربون مع مرور الوقت وتزويد المستهلكين بمجموعة واسعة من المركبات التي تلبي الاحتياجات المتنوعة لنمط حياتهم.

* ما خططكم الاستراتيجية للتوسع في المملكة؟ هل تسعى فورد إلى إقامة شراكات مع الشركات المحلية لتعزيز حضورها في السوق السعودي؟

- فورد تتمتع بحضور قوي في السعودية من خلال مكتبها هنا، كما أن التعيينات الأخيرة التي شملت أميت شيتي وطلال العامري سوف تعزز التزام الشركة تجاه المملكة.

خططنا الاستراتيجية تركّز حالياً على توسيع عروضنا من السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي وتطوير تشكيلتنا من السيارات الكهربائية، إلى جانب النمو الكبير في قطاع المركبات التجارية، والذي يفوق بكثير طموحات المنافسين في هذا القطاع. إننا نشهد بالفعل زيادات كبيرة في مبيعات مجموعة مركباتنا التجارية، بما فيها طرازات "ترانزيت" و"سوبر ديوتي" و"رينجر".

إضافة إلى ذلك، فورد منفتحة على استكشاف شراكات محتملة مع مؤسساتمحلية ومع الحكومة السعودية، ما يضمن توافقنا بشكل وثيق مع رؤية المملكة وتقديم قيمة استثنائية لعملائنا.

* كيف تقيمون التوجه الاستراتيجي للسعودية نحو تصنيع السيارات؟ وهل تفكر فورد في إنشاء مشاريع تصنيعية في المملكة لتتماشى مع هذا التوجه الناشئ وتدعمه؟

- التزام السعودية بتوطين قطاع السياراتيعدّ عنصراً حيوياً في جهود الحكومة لتحقيق أهداف رؤية 2030. فضلاً عن ذلك، تؤكد المبادرات المنضوية في إطار رؤية 2030 على الاستدامة والكهرباء، وتشجيع تطوير السيارات الكهربائية وقدرات التصنيع المتقدمة.

وتركيز المملكة على جذب الاستثمارات يوضح استراتيجية واضحة لتعزيز الإنتاج المحلي وخلق فرص العمل ودعم تطوير القوى العاملة الماهرة. وتماشياً مع هذه الرؤية، تلتزم فورد بالتقييم المستمر للفرص واغتنامها عند ظهورها.

*ما مشاريع فورد القادمة في المملكة؟ وهل هناك خطة لإدخال تقنيات أو منتجات جديدة تتماشى مع احتياجات السوق المحلية؟

- لدى فورد مجموعة مثيرة من المشاريع القادمة في المملكة والتي تم تصميمها لتلبية احتياجات السوق المحلية. ففي وقت سابق من هذا العام، قدمنا سيارتي لينكون نوتيلوس وفورد موستانج الجديدتين كلياً، إلى جانب فورد توروس الهجينة، وفورد إكسبلورر، وفورد F-150 الجديدة، لنوفر بذلك لعملائنا تجارب استثنائية.

وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نعمل على تطوير خطط إطلاق سيارة لينكون أفياتور، تليها أول سيارة كهربائية من فورد طال انتظارها في المملكة، وهي موستانج ماك-إي، إضافة إلى طراز تيريتوري الهجينة المقرر إطلاقه لأول مرة في العام المقبل.

والجدير بالذكر أن كل سيارة من فورد تخضع لاختبارات مكثفة وصارمة من قبل فريقنا الهندسي لضمان الأداء الأمثل والموثوقية والتصميم المخصّص لتلبية متطلبات الظروف في المنطقة.