حفني: قطاع الأعمال السعودي يعاني نقص العمالة الفنية والإدارية حاليا
أكد المهندس صالح حفني، الرئيس التنفيذي لشركة حلواني اخوان، أن قطاع الاعمال السعودي يمر حالياً ببعض الصعوبات من خلال عدم توفر العمالة الفنية والإدارية لشغل بعض الوظائف.
وأضاف: إن هذا الوضع الحالي دفع المواطنين الى التحرك من شركة الى أخرى بوتيرة سريعة لعوامل اقتصادية بحتة.
وأشار الحفني في حواره مع "اليوم" الى أن هذا الأمر لن يستمر مع مرور الزمن، مبينا أنه سيتوفر في سوق العمل عمالة مدربة بكافة فئاتها ولكن على المدى البعيد.
وأكد الحفني، أن معدلات التضخم في الأسواق السعودية مقلقة، وأن معظم التضخم جاء نتيجة لارتفاع أسعار السلع والخدمات المحلية في السنوات القليلة الماضية، والارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية، الأمر الذي أسهم مباشرة في ارتفاع تكاليف التصنيع.
أهم التحديات
* هل لك أن تخبرنا بأهم التحديات التي تواجه أي شاب سعودي يطمح لدخول سوق العمل؟
- يواجه الشباب تحديات كبيرة لدخول سوق العمل في القطاع الخاص، وهي: تحديات خارجية تكمن في مخرجات التعليم التي لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل الى حد كبير، والتحدي الثاني يكمن في الالتزام وتحمل المسؤولية.
* ما التحدي الذي واجهكم في البداية؟ وكيف استطعتم تجاوز ذلك التحدي؟
- بدأت مسيرتي العملية منذ عام 1985م، وكانت بدايتي كمهندس تحت التدريب بمطار الملك عبدالعزيز بجدة في إدارة مشاريع المطارات، حيث كان أكبر تحد واجهني هو طبيعة العمل؛ كونه ميدانياً ويتطلب تواجدي على مدرجات المطار خلال أوقات الصيانة في أيام الصيف التي ترتفع فيها درجة الحرارة، بينما التحدي الآخر هو كوني أعمل في بيئة عمل يتواجد بها العديد من المهندسين السعوديين الأكفاء وأصحاب الخبرة، إذ وجدت محدودية الترقية في ظل هذه المجموعة التي تفوقني خبرة، ولكن استطعت خلال السنوات الأربع الأولى أن اكتسب الخبرة المطلوبة وثقة رؤسائي التي ساعدتني في الانتقال الى القطاع الخاص.
مشاركة الشباب في سوق العمل
* كيف تقيمون التغيير الذي طرأ على الشباب السعودي من حيث الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات؟
- أستطيع أن أصف التغيير بالإيجابي من خلال تجاربنا في شركة حلواني إخوان، حيث نجد الكفاءات السعودية من كلا الجنسين في مختلف الوظائف من الإدارة العليا الى عمالة الانتاج، وقد وجدنا شبابنا (ولله الحمد) قادرا على تحمل المسؤولية وقبول التحدي متى ما وجدوا المحرك لهم.
* لا شك في أن قطاع الأعمال السعودي يشهد تغييرا في عدة مجالات خاصة مع تفعيل برامج السعودة، هل أنتم راضون عن خطط السعودة الحالية وأداء المؤسسات التنفيذية لتلك الخطط؟
- قضية السعودة إحدى القضايا الاستراتيجية الحيوية، التي تتعلق بالأمن الاقتصادي والاجتماعي للمملكة، وهي تمثل جزءا لا يتجزأ من الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولكن هنالك معوقات لا بد من التغلب عليها ليتم تحقيق السعودة، منها: تطوير المناهج الدراسية والتدريبية في مؤسسات التعليم والتدريب؛ لتتوافق مع متطلبات سوق العمل، وتأهيل الخريجين بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتعاون مع القطاع الخاص، واقامة حملات إعلامية لتطوير وتعديل اتجاهات الشباب السعودي نحو العمل بالقطاع الخاص.
ويجب على الجهات المعنية بخطط السعودة مناقشة آلية التنفيذ مع القطاع الخاص قبل أن يتم إلزامه.
كما ان هنالك أيضا معوقات فردية تعيق برامج السعودة منها: عدم رغبة بعض الشباب السعودي في العمل في بعض الوظائف الفنية والحرفية والخدمية التي كانت قاصرة على العمالة الوافدة، ورغبة غالبية الشباب العمل في القطاع الحكومي، وبالتالي يكون القطاع الخاص جسرا مؤقتا لحين الحصول على الوظيفة الحكومية.
* كيف ترون قطاع الأعمال السعودي بعد عشرين عاماً من حيث شغل السعوديين لسوق العمل؟
- يمر قطاع الأعمال حالياً ببعض الصعوبات من خلال عدم توفر العمالة الفنية والإدارية لشغل بعض الوظائف، الأمر الذي أسهم في تحرك المواطن من شركة الى أخرى بوتيرة سريعة لعوامل اقتصادية بحتة، ولكن هذا الأمر لن يستمر، فمع مرور الزمن سيتوفر في سوق العمل عمالة مدربة بكافة فئاتها، مما سيسهم في رفع أداء العديد من القطاعات ودعم الاقتصاد.
دعم قطاع الأغذية
* ما هي رؤيتكم لتطوير قطاع انتاج الأغذية؟ وكيف ساهمتم في تحقيق تلك الرؤية من خلال ترؤسكم لحلواني إخوان؟ وما هي العوامل التي جعلت حلواني اخوان من أهم شركات الأغذية السعودية التي خولتكم الحصول على جوائز عالمية؟
- تعد شركة حلواني اخوان من أولى الشركات الرائدة في صناعة الأغذية، وأسهمت على مدار الستين عاماً الماضية في ارساء قواعد مفهوم الجودة، واستمرت على نفس النهج الى الوقت الحاضر، في ظل التحديات التي واجهتها خلال السنوات الخمس الماضية، وكانت وما زالت جودة منتجات الشركة هي المحرك الرئيس للاستمرار في الحصول على الجوائز العالمية.
* ما هي المشروعات التي طالما حلمتم بإنشائها؟ وكيف تقيمون مشاركتكم في التنمية المستدامة؟
- في الواقع نعتبر القطاع الصناعي الغذائي أحد أهم القطاعات في المملكة العربية السعودية؛ لكونه يؤكد ضرورة تنفيذ استراتيجية المملكة فيما يخص الأمن الغذائي، وهذا ما لمسناه خلال حرب الخليج بتوفر الغذاء (ولله الحمد) في المملكة، مما أسهم في استقرار الوضع العام، واستمرار جودة الغذاء هو أحد الأحلام التي تراودني، حيث اتمنى أن تجتمع مجموعة من المصانع الغذائية لتقوم بإنشاء أكاديمية لجودة الغذاء، تهتم بتدريب كافة العاملين في المصانع الغذائية على جودة الغذاء.
قوة الاقتصاد السعودي
* عرفت المملكة العربية السعودية بقوة استثماراتها في قطاعي النفط والبتروكيماويات، هل من الممكن اطلاعنا على الاستراتيجيات المطلوبة لتحقيق التنوع الاقتصادي في السوق السعودي؟
- من الممكن أن يكون هنالك تنوع اقتصادي من خلال الصناعة والتجارة، وتوطين الصناعة والابتكار لخلق الفرص الاستثمارية الوطنية والاستثمارات الاجنبية، الأمر الذي سوف ينعكس على تنوع مصادر الدخل وجعل القطاع الخاص شريكا أساسيا في وضع التصورات والحلول للمشكلات الاقتصادية المعاصرة، والمساهمة في صنع القرار بهدف تحقيق تنمية مستدامة للاقتصاد السعودي بشكل عام؛ حيث سيسهم ذلك في خلق فرص وظيفية للشباب السعودي.
* بماذا تفسرون صمود السوق السعودي على الرغم من المتغيرات الاقتصادية والسياسة المحيطة، والتي طالت أقرب الدول المجاورة؟
- يعتبر الاستقرار السياسي للمملكة من أهم مكامن القوة لاقتصادها، بالإضافة إلى المنهج المتحفظ الذي يتبعه قادتنا في التعامل مع الأحداث المحيطة، بما في ذلك القرارات الحاسمة التي تتخذها المملكة لحماية أمنها وبعدها الاستراتيجي في المنطقة العربية والعالم، واستمرار المملكة في خططها التنموية وحرصها على مشاريع البنية التحتية، فالاقتصاد السعودي مر بمراحل متعددة صاحبتها طفرة أسعار الطاقة.
* كيف تنظرون الى مشكلة الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية؟ وماذا تحتاج المملكة لتجاوز خطر انعدام الامن الغذائي؟
- في مواجهة أزمة الغذاء العالمية الأخيرة وتداعياتها، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في عام 2010م مبادرته البارزة للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، حرصا منه على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي، وبناء شراكات تكاملية مع عدد من الدول في شتى أنحاء العالم، ويمكن تجاوز خطر انعدام الأمن الغذائي عندما يكون إنتاج الغذاء وتسويقه وتنظيم تجارته في الدولة قادراً على إمداد كل المواطنين بالغذاء الكافي والآمن في كل الأوقات، وخصوصا في الأزمات، وانخفاض الإنتاج المحلي وظروف السوق الدولية، ووضع الخطط البديلة لمواجهة بعض التحديات التي تعوق ذلك، ومنها ندرة المياه العذبة والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية.
ومن هنا أتت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي في الخارج؛ ترشيدا لزراعة المحاصيل عالية الاستهلاك للمياه، أي ان تحقيق الأمن الغذائي في المملكة يجب أن ينطلق من المعطيات الجغرافية، والبيئية، والموارد الزراعية، والاقتصادية الراهنة والمستقبلية.
الثروات النسائية
* صرحتم سابقاً عن دعمكم الدائم لتفعيل دور المرأة في سوق العمل، كيف تقيمون مشاركة المرأة منذ بداية الألفية الثانية حتى اليوم؟ وهل ترون للمرأة دورا أكبر في المستقبل القريب؟
- مشاركة المرأة في سوق العمل خصوصاً في القطاع الخاص ومحلات بيع التجزئة، مرتبط بثقافة المجتمع وقوانين العمل، والإجراءات التي قامت بها وزارة العمل في فتح الفرص الوظيفية في سوق العمل أسهمت في زيادة عمل المرأة في القطاع الخاص ومحلات بيع التجزئة، وهذا ملاحظ جداً خلال العامين الماضيين، بالإضافة الى دور الشركات في تذليل العقبات لهن وتسهيل كافة السبل لقيام المرأة بالعمل في القطاع الخاص، وأشير هنا الى أن شركة حلواني اخوان قد نجحت في ذلك، وأصبح لدينا خطوط انتاج بأيد نسائية.
* ذكرتم أنكم مع عمل المرأة في أي مجال طالما تمتلك القدرة والمؤهل، ما هي برأيكم المعوقات الحقيقية التي تواجه المرأة السعودية، وتحول دون انخراطها في سوق العمل؟
- هناك عدد من المعوقات: ضيق ومحدودية فرص ومجالات العمل المتاحة للمرأة، حصر احتياجات سوق العمل من التخصصات العلمية المطلوبة، مواءمة مخرجات التعليم مع تلك المتطلبات، وعي المجتمع بأهمية عمل المرأة، وخفض سن التقاعد الحالي في القطاعين العام والخاص للمرأة العاملة.
* ما هو رأيكم بالثروات النسائية؟ وكيف يمكن الاستفادة منها لدعم السوق السعودي؟ وهل ترون أن ثروات السيدات تحتاج الى دعم أكبر واندماج في السوق السعودي؟
- نعم، لا بد أن يستفاد من الثروات النسائية النائمة في الدول العربية؛ لتوظيفها اقتصادياً في كل دولة على حدة، وقد تمت إقامة مؤتمر المرأة العربية الذي عقد العام الماضي بتنظيم مشترك بين غرفة التجارة العربية - البريطانية وإدارة التنمية الدولية تحت عنوان "دور المرأة العربية في دعم الاقتصاديات المفتوحة والنمو الشامل"، والذي ناقش إمكانية دعم المشروعات النسوية العربية، وتحريك رؤوس الأموال النسائية النائمة في الوطن العربي، التي تمتلكها سيدات أعمال عربيات، بحسب مسؤولين عاملين في الجهات المشاركة، وهي إحدى المبادرات الهامة في موضوع الثروات النسائية، ونتمنى أن تكون هنالك رؤية مستقبلية واضحة في هذا الموضوع.
مواجهة التضخم
* يشهد السوق السعودي تضخما بنسبة 5 % سنوياً، ما هي برأيكم الأسباب الحقيقية التي أدت الى التضخم؟ وما موقف المملكة مقارنةً بدول الخليج الأخرى؟
- لا تزال معدلات التضخم في الأسواق السعودية مقلقة، وأرى أن معظم التضخم جاء نتيجة لارتفاع أسعار السلع والخدمات المحلية، وقد لاحظنا في السنوات القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار المواد الأولية، الأمر الذي أسهم مساهمة مباشرة في ارتفاع تكاليف التصنيع الذي انعكس سلباً على أسعار المنتج النهائي للمستهلك، وأيضاً زيادة الطبقة الوسطى في كل من الصين والهند أسهم في ارتفاع القوة الشرائية لما يقارب من مائة وعشرين مليون شخص، مما أدى الى زيادة الطلب على العرض، مؤدياً الى زيادة الأسعار في الأسواق العالمية.
دعم شباب الأعمال
* ما هي اتجاهاتكم لدعم الشباب السعودي؟ وكيف تقدمون الدعم من خلال برامج المسؤولية الاجتماعية؟
- ايمانا منا بأهمية المسؤولية الاجتماعية، قمنا بتأسيس إدارة للمسؤولية الاجتماعية بداية العام الحالي، ومن خلال الاهداف التي وضعت لها سوف نعمل على وضع برامج خاصة للمجتمع، وبرامج خاصة للحفاظ على الشباب السعودي في الشركة، وقد قمنا بالمشاركة مع شركة انجاز قبل تأسيس الإدارة المختصة، وهو أحد برامج المسؤولية الاجتماعية خلال العام 2013م، والتي تهدف الى تدريب طلاب الثانوية من خلال متطوعين من الشركة للقيام بتدريب الطلبة، من خلال المناهج الموضوعة من قبل شركة انجاز التي تساعد طلاب هذه المرحلة على معرفة الاساسيات والمهارات التي يتطلبها سوق العمل.
* في ظل النمو البطيء لقطاع المشاريع المتوسطة والصغيرة، ما هي الأسباب التي أدت الى ضعف أداء هذا القطاع من المشاريع؟ وهل لدى شركة حلواني اخوان أي خطط مستقبلية لدعم تلك المشاريع في المملكة؟
- تتمثل الأسباب في التمويل والإدارة الداخلية والتسويق والخبرات، حيث لا بد من إيجاد آلية لتوجيه هذه الفئات وتدريبها، إلا أن التحرك ما زال يراه البعض أنه يسير ببطء شديد، في ظل التقدم والنمو الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، إذ ستعمل حلواني اخوان على ذلك خلال الأعوام القادمة (بمشيئة الله)، بعد دراسة كيفية دعمها وتطويرها بشكل مفصل.
* ما هو رأيكم بأداء شباب الأعمال في السعودية؟ وهل نجحت الغرف التجارية في حل مشاكل الشباب السعودي لتسهيل مشروعاتهم؟
- لم تنجح الغرف التجارية في حل مشاكل الشباب السعودي بشكل مُرض، وحتى يتحقق نجاح لجان شباب الأعمال في أي غرفة تجارية، لا بد أن يعتمد بالدرجة الأساسية على عنصرين، أولهما وجود مجلس إدارة غرف مؤمن بالشباب، حتى لا تبدد جهود البرامج المعدة لهذه اللجان، والعنصر الآخر أهمية وجود شباب متحمس وفاعل في هذه اللجان، وأن يتجاوز بعض الشباب فكرة العضوية فقط، لهدف أن يكون عضو ”بزنس كارت” كـ ”برستيج” اجتماعي فقط؛ لأن هذه النماذج من الأعضاء لن يكونوا قادرين على العطاء.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}