هل ستؤثر طفرة النفط الصخري على تكوين الأسرة الأمريكية؟

يتردد الأمريكيون كثيرا قبل اتخاذ القرار بالزواج والإنجاب ويتساءل الاقتصاديون عما إذا كان تغير رفاهية الفرد الاقتصادية للرجال قد تؤثر على هذه القرارات، ومع ظهور دراسات جديدة بشأن هذا الموضوع برز السؤال التالي، هل ستؤثر طفرة النفط الصخري على تكوين الأسرة الأمريكية؟

ويناقش تقرير لـ"الإيكونوميست" الفرضية القائلة بأن رفاهية الأفراد تتناسب طرديا مع إقبالهم على الزواج والإنجاب.

الفرضية الاقتصادية والأدلة التاريخية

- يبدو من المعقول أن يتردد الأشخاص الفقراء أو ذوى الرفاهية الاقتصادية المنخفضة في الزواج والإنجاب، ومن وجهة نظر اقتصادية يكون الأشخاص أكثر عرضة للإنجاب كلما ازدادوا ثراء.

- بعد ازدهار صناعة تعدين الفحم في إقليم "أبلاشيا" في شرق الولايات المتحدة خلال السبعينيات والثمانينيات، ارتفعت معدلات الزواج كما ارتفع عدد المواليد.

- وجدت دراسة حديثة أجراها ثلاثة خبراء اقتصاديين أن الأشخاص الذين تعرضوا للمنافسة في أعمالهم من قبل الواردات الصينية في الولايات المتحدة خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي قد أعرضوا عن الزواج والإنجاب بشكل كبير.

طفرة النفط الصخري والأسرة الأمريكية

- نشرت دراسة جديدة من قبل "ميليسا كيرني" و"رايلي ويلسون" وهما اقتصاديان في جامعة "ميريلاند" تبحث في تأثير طفرة النفط الصخري الأخيرة في أمريكا والتي عززت فرص العمل للرجال الأقل تعليما على معدلات الزواج والإنجاب.

- قارن الاقتصاديان معدلات الزواج والإنجاب في المناطق التي زاد فيها النفط الصخري من نمو الاقتصاد المحلي مع تلك التي لم تتأثر.

 - لم يجد الباحثان أي تأثير على معدلات الزواج، ووجدوا أن كل ألف دولار من الدخل الضافي المولد من إنتاج النفط الصخري لكل شخص كان مرتبطا بستة ولادات إضافية لكل ألف امرأة.

- تؤكد هذه النتيجة على الفرضية القائلة بأن ارتفاع الرفاهية الاقتصادية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الإنجاب، لكنها تسلط الضوء أيضا على تغير الفرضية القائلة أن الرفاهية الاقتصادية تزيد من معدلات الزواج والمواليد، حيث أنها الآن قد تزيد فقط هذه الأخيرة.

- لكن هذه النتيجة أيضا قد تشكل بعض الراحة للذين يشعرون بالقلق من أن انخفاض معدلات الزواج هو فقط نتيجة انخفاض الرفاهية الاقتصادية للرجال، حيث من الواضح أن هناك عوامل آخري تتحكم في هذا الأمر.