قبيل مغادرة الفيدرالي..هذا هو إرث "يلين" الاقتصادي

من المنتظر مغادرة "جانيت يلين" منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بعد ولاية استمرت لأربع سنوات وصفها العديد من المحللين بـ"الناجحة".

وأكد كبير الاقتصاديين لدى "نومورا" "لويس ألكساندر" أنه من الصعب تقييم ما أنجزته السيدة بدقة، ولكن التاريخ بالفعل سيقيّم نجاحاتها، وكشف تقرير نشرته "ماركت ووتش" عن إرث "يلين" الاقتصادي الذي ستتركه لخلفها "جيروم باول".

وضوح الرؤية
 

يختلف إرث رئيس الفيدرالي الأسبق "ألان جرينسبان" كثيرا عما تركته "يلين" التي لا تزال تواجه شكوكا وتساؤلات عمّا إذا كان هناك عدم توازن مالي يضر الاقتصاد وعما إذا كان البنك المركزي قد سمح بأضرار على الاقتصاد من عدمه.

في اجتماعها الأخير للفيدرالي اليوم، من المتوقع تثبيت الفائدة دون تغيير – لتتجه الأنظار إلى اجتماع مارس/آذار الذي سيشهد على الأرجح رفعا للفائدة.

أفاد محللون في"جي بي مورجان تشيس" بأن إرث "يلين" الأفضل ربما يكون دورها في إزالة الضبابية وبعض عدم اليقين الذي أحاط بالبنك المركزي.

أثار مستهدف الفيدرالي بشأن التضخم عند 2% - الذي حدّده "بن برنانكي" وأقرته "يلين" – عدم يقين لدى الأسواق بشأن استراتيجية البنك المركزي على المدى الطويل، وربما تكون الضبابية قد تقلصت بنهاية ولاية "يلين".

ترى الأسواق الآن وضوحا أكبر في سياسة الفيدرالي لا سيما بشأن التضخم، فلو ظل ضعيفا سيكون البنك المركزي حذرا في قراراته، ولو اتجه نحوالارتفاع، سيزيد البنك من وتيرة رفع الفائدة.

تلقت "يلين" إشادات لإدارتها الفيدرالي في مرحلة انتقالية من سياسة التيسير الكمي بشكل مفرط عقب الركود إلى سياسة بدء تشديد السياسة النقدية، حيث رفعت الفائدة أربع مرات منذ ديسمبر/كانون الأول 2016.

في سبتمبر/أيلول، كشفت "يلين" عن خطة لتقليص حيازة البنك المركزي الهائلة من السندات التي تُقدر بقيمة 4.5 تريليون دولار.

تبعات اقتصادية
 

حددت "يلين" أهدافا للفيدرالي أبرزها  تحقيق التعافي الكامل لسوق العمل الأمريكي تزامنا مع استقرار الأسعار، وانخفض بالفعل معدل البطالة من 6.7% عندما تولت قيادة البنك المركزي في فبراير/شباط 2014 ليصل إلى 4.1% في الشهر الماضي.

ظل التضخم عند مستويات منخفضة دون المستهدف بنسبة 2%، ويرى أحد الخبراء أن "يلين" ارتكبت خطأ عندما رفعت الفائدة تدريجيا، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال أدنى بسبعة أو ثمانية ملايين وظيفة حتى الوصول إلى قوة سوق العمل الكاملة.

يبدو أن الفيدرالي تجاهل ضعف أعداد الوظائف في مناطق مثل "سان فرانسيسكو" و"شيكاغو" و"نيويورك".

رفض الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إسناد ولاية ثانية لـ"يلين" مفضلا ترشيح عضو البنك المركزي "جيروم باول" الذي ستبدأ مهمته السبت القادم.

يختلف "باول" عن "يلين" بأنه معروف للكثيرين في الأسواق، كما أن قراراته ربما تكون متوقعة بعض الشيء بخلاف "يلين" التي كانت مجهولة نوعا ما.