هل ستنعش تكنولوجيا "بلوك شين" الطفرة المقبلة لصناعة النفط؟

تتواصل صناعة النفط في العالم في السنوات الماضية بالشكل المعتاد دون إحداث تغيرات جوهرية، ولكن في الآونة الأخيرة، ربما يتغير الحال مع بزوغ فجر تكنولوجيا "بلوك شين" في صناعة الخام والغاز الطبيعي.

تستكشف العديد من الصناعات مؤهلات "بلوك شين" – التكنولوجيا التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها – مثل العقارات والشحن والمصارف والرعاية الصحية لما توفره من أمان وسرعة للتعاملات الرقمية، ويرى محللون أنها تقنية ثورية ستضيف الكثير لصناعة النفط.

ووفقا لتقرير نشرته "أويل برايس"، يمكن لـ"بلوك شين" تقليل النفقات بشكل كبير في صناعة النفط وتمهيد الطريق نحو تشغيل منصات التنقيب بالروبوت وإمكانية الوصول إلى احتياطيات نفطية لمسافة تصل إلى 16 كيلومترا تحت قاع البحر.

ويرى المنتدى الاقتصادي العالمي أن التكنولوجيا الوليدة قد بدأت استخداماتها بالفعل في صناعة الطاقة – وإن كانت هذه الاستخدامات تسير بوتيرة بطيئة – وربما تنتعش استخداماتها في أمريكا بالتزامن مع خطة "ترامب" لتطوير البنية التحتية.

إبداع رئيسي

- بدأت شركات نفطية عالمية بالفعل استكشاف إمكانات "بلوك شين" في أنشطتها، ومن بينها "بي بي" التي أطلقت التكنولوجيا عام 2017 بهدف تعزيز الفرص التنافسية بالتعاون مع "إيني" الإيطالية و"فين إنيرجي" النمساوية.

- في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انضمت "بي بي" إلى تحالف "بلوك شين" مع شركات نفطية أخرى مثل "شل" و"ستات أويل" وشركات تجارية مثل "Kosh Supply and Trading" و"Mercuria" بالإضافة إلى بنك "سوسيتيه جنرال" و"ING".

- أفاد أحد مسؤولي "ING" بأن الصناعة المالية العالمية تتعرض لمشكلات وصعوبات بسبب عدم الكفاءة والإجراءات التي عفى عليها الزمن، ولكن بتطبيق "بلوك شين"، تشير التوقعات إلى إمكانية التغلب على هذه الصعوبات وتسريع الخدمات المالية بشكل أعلى كفاءة مع خفض النفقات.

- اتخذت "رويال داتش شل" خطوة أعمق حيث استثمرت في حصة صغيرة بشركة ناشئة مختصة بتكنولوجيا "بلوك شين" تسمى "Applied Blockchain" حيث تعكف على تدشين منصات في عدد من القطاعات مثل الاتصالات والصناعة والنفط وغيرها.

"بتروتك" و"بلوك شين"

- رغم أن شركات الطاقة الكبرى في العالم تستكشف استخدامات "بلوك شين" في أنشطتها، إلا أن البعض منها يتطلع إلى التكنولوجيا  بشكل أكثر إبداعا وفاعلية.

- من بين تلك الشركات "بتروتك" التي اشتهرت في صناعة الطاقة بإبداعاتها في استكشاف واستخراج الرمال النفطية.

- وصفت "بتروتك" وهي من أبرز مشاهير الصناعة بأنها منافس رئيسي في "بلوك شين" وتطبيقاتها في صناعة الطاقة.

- في صناعة الطاقة، هناك مخزونات ضخمة من النفط والغاز ربما يصعب الوصول إليها أو نقلها أو توزيعها حول العالم، وبواسطة "بلوك شين"، يمكن تطور الأمور نحو الأفضل وزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحليل أفضل للبيانات، ويعني ذلك جني المزيد والمزيد من الأرباح.

- مع تنوع مصادر الطاقة من نفط صخري ورمال نفطية إلى غاز طبقات الفحم، فإن هذه الأنشطة تحتاج لإبداع وتكنولوجيا أحدث وأكثر تطورا لاستكشافها واستخراجها.

- تفوقت "بتروتك" على شركات نفطية كبرى في استخدامات "بلوك شين" في الطاقة كما قادت تحالفا خاصا بها لإعادة تشكيل وهيكلة الصناعة من تنقيب إلى إنتاج وتتبع ومراقبة توزيع ونقل النفط باستخدام التكنولوجيا الثورية.

- اعتبرت "PEMEX" أول شركة نفطية تتيح خيار الدفع بالعملات الرقمية في محطات الوقود، وانضمت هذه الشركة إلى تحالف "بتروتك" لإتاحة ومشاركة البيانات وإسراع الأنشطة وخفض التكاليف.

هيمنة الطاقة الأمريكية

- من المتوقع أن تنعش خطة تطوير البنية التحتية – التي اقترحتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" – المزيد من الإبداع للشركات النفطية لا سيما "بتروتك".

- أعلن "ترامب" خطة لإنفاق 1.5 تريليون دولار لتطوير البنية التحتية التي ستشمل إنفاق مليارات الدولارات على تحسين البنية التحتية لقطاع النفط والغاز.

- حددت إدارة "ترامب" ملامح رئيسية لتحقيق هيمنة أمريكية على قطاع الطاقة كأولوية، وسوف تلعب حقول الرمال النفطية في "يوتا" دورا رئيسيا في تحديث مستقبل الطاقة في الولايات المتحدة.

- تمتلك "بتروتك" "بلوك شين" وتطبيقاتها المحتملة في حقول "يوتا"، وعلى عكس ما يتم استخراجه من نفط مليء بالشوائب وبتكلفة باهظة من حقول الرمال النفطية في كندا، ستكون "بتروتك" قادرة على استغلال حقول "يوتا" بشكل صديق للبيئة وبتكاليف أقل بواسطة "بلوك شين".

- مع اكتمال أنشطة التنقيب وبدء الإنتاج من حقول "يوتا"، فإن واردات أمريكا النفطية – التي تشهد تراجعا بالفعل – ربما تقترب من النهاية.

- في عالم مترابط اقتصاديا، سيكون التأثير والتحول المحتمل الذي ستحدثه "بلوك شين" كبيرا للغاية، وسوف يغير صناعة الطاقة على وجه الخصوص.