اتصالات و”دو” تتجهان إلى تخفيضات سعرية جديدة

تتجه كل من “اتصالات” و”دو” إلى تخفضيات سعرية لخدمات الاتصالات لاسيما خدمات الإنترنت وحتي نهاية العام الجاري مع تأهب السوق لتطبيق بعض الخدمات الجديدة في تلك الفترة كخدمات الاتصال عبر الإنترنت وبعض تطبيقات الجيل الرابع والتشغيل التجريبي للخدمات الثابتة مع فتح الشبكات الأرضية .

تجئ التخفيضات ضمن المباحثات التي أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات مع المشغلين لإرساء تخفيضات جزئية على أسعار خدمات الاتصالات بالدولة تشمل الخدمات الصوتية ونقل البيانات .

وقدم كلا المشغلين طلبات سعرية مقدمة حسب ما أفادت الهيئة على صعيد عدد من الخدمات تمت الموافقة على كثير منها لتطبق من قبل المشغلين على صعيد مختلف الخدمات التي يقدمونها سواء على صعيد أسعار المكالمات الثابتة والمتحركة أو باقات الأجهزة الذكية والبيانات إلى جانب خدمات الإنترنت عالية السعة .

وستعزز تلك الخطوات سياسة المنافسه المفتوحة بين المشغلين لتطوير قطاع الاتصالات وتحفيز المشغلين على تقديم خدمات متطورة بأسعار تلائم المستهلكين للوصول إلى قطاع تنافسي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الدولة، لاسيما لخدمات الهاتف المتحرك .

ووافقت الهيئة على عدد من عروض الخدمات التي قدمها المشغلون خلال الفترة الماضية والتي شملت تخفيضات كبيرة في الأسعار لبعض خدمات الاتصالات .

وأسهم طرح المشغلين عروضاً سعرية سعي كل منهما في زيادة حصته من السوق في دخول شرائح جديدة إلى سوق الهاتف المتحرك وبالتالي ارتفاع الأداء العام لقطاع الاتصالات خلال العام الجاري وتقدم كل من اتصالات و”دو” باستمرار طلبات التسعير للهيئة لتقديم عروض تسعير جديدة وعروض لخدماتهم تطبق بشكل تجاري بعد أخذ الموافقة عليها .

حيث أطلقت “اتصالات” عروضاً للمكالمات تعطي رصيداً مماثلاً مجانياً للمشتركين بينما خفضت “دو” أسعار الاتصالات الدولي الأعلى استهلاكاً إلى أكثر من 50% من إجمالي السعر، بينما أشار مسؤولو وحدات المبيعات لكلا المشغلين إلى أن العروض التي أطلقتها الشركات على هواتف البلاك بيري والجيل الجديد من الآي فون أسهمت بشكل مباشر في زيادة مبيعات خطوط الدفع الشهري .

وسعت “اتصالات” إلى فتح باقات جديدة تتضمن شرائح سعرية جديدة وستواصل تطبيقها بشكل أوسع كباقة برستيج التي أرست نظام التحاسب بالثانية لشريحة العملاء المتميزين والتي بدأت في استقطاب كثير من العملاء حسب عمر المزكي نائب الرئيس للتسويق في اتصالات وتسعى خلال الفترة المقبلة لاستقطاب المزيد من العملاء .

كما ستطلق اتصالات تخفضيات مرتبطة بخدمات الجيل الرابع ستخفض خدمات الإنترنت مابين 30 و40% عن أسعار خدمات النطاق العريض في الوقت الحالي ومن المنتظر إطلاق خدمات الجيل الرابع خلال الأسابيع القليلة المقبلة .

وانعكست تلك الخطوات في تطور الأداء مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2010 على صعيد معظم خدمات الاتصالات وهو ما يتطلب زيادة التخفيضات لمواجهة المنافسة المرتبطة بذلك .

من جانب “دو” قدمت الشركة العديد من الخدمات والعروض السعرية التي خفضت الأسعار بشكل كبير حسب فريد فريدوني الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية أسهمت في تنشيط السوق الإماراتي الذي يعد الأسرع نمواً على صعيد المنطقة .

وأضاف أن الشركة ستسعي خلال عروض مستقبلية لمزيد من التخفيضات والاتجاه نحو مجالات أكثر تطوراً ما يزيد بالتبعية من اتساع حصة الشركة في السوق وتعمل “دو” من خلال مجالات تحاسبية أكثر جذباً للعملاء للاستفادة من التكلفة المنخفضة للخدمات التي طرحتها الشركة في ظل سياسة الانتشار .

والملاحظ لأسعار الخدمات يجد أن في ظل ذلك انخفض متوسط العائد لكل دقيقة من مكالمات الهاتف المتحرك الدولية لاتصالات إلى 26% من عام 2008 حتى الآن وشملت سياسة تخفيض الأسعار أيضاً خدمات التجوال بين 30 و40% وهو ما ستشمله التخفيضات المنتظرة أيضاً .

وأسهم ذلك بشكل عام في تحسن شهده سوق الهاتف المتحرك بالدولة الذي استقطب نحو 48 ألف مشترك جديد خلال أغسطس/ آب الماضي حسب آخر إحصاءات الهيئة وارتفع حجم مشتركي خدمات الهاتف المتحرك المقدمة من كل من اتصالات و”دو” إلى 11 مليوناً و168 ألف مشترك .

ورصدت الإحصاءات مستوى أداء قطاع الهاتف المتحرك خلال تلك الفترة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010 حيث تشير إلى أن الأداء العام للقطاع شهد تحسناً طفيفاً مقارنة ب 2010 حيث سجل القطاع أداء تصاعدياً في 6 أشهر منذ بداية العام الجاري مقارنة بالأداء التصاعدي خلال 2011 والذي لم تشهده سوى 5 أشهر فقط .

بينما دللت الإحصاءات على النجاح الذي أرسته التخفيضات السعرية بزيادة شرائح المشتركين لاسيما الباقات التي ارتبطت بالأجهزة الذكية التي تشترط الاشتراك في خطوط الفاتورة الشهرية والتي ارتفعت بزيادة تعدت 5 .15 ألف مشترك ليرتفع حجم مشتركيها إلى مليون و312 ألف مشترك بنهاية أغسطس .

وأشارت دراسات أخرى إلى ذلك من خلال زيادة مشتركي خدمات البيانات عن طريق الأجهزة اللوحية التي استحوذت على نحو 15% من إجمالي إنفاق المستهلك الاماراتي على التكنولوجيا خلال تلك الفترة حسب تقديرات دراسة أعدتها شركة “اكسيوم تليكوم” وتوقعت الدراسة أن يرتفع إجمالي الإنفاق على تلك الأجهزة لتمثل مبيعات الأجهزة اللوحية 25% من إجمالي إنفاق الفرد على التقنيات والكميوترات الشخصية بنهاية العام الحالي وهو ما سيزيد من زيادة حجم الأجهزة التي ستطرحها الشركات المنتجة للاستفادة من هذا السوق المهم .

وتضم الخطوات الجديدة التي أفرزتها مناقشات تخفيض الأسعار بين الهيئة والمشغلين مجموعة من التدابير التنظيمية وتضم تلك التدابير إجراءات خاصة لخدمات الإنترنت ويطلق على أهم هذه التدابير “السيل الرقمي” التي سوف تسمح لكل مشغل بالوصول إلى البنية التحتية لمشغل آخر في المناطق التي لا توجد فيها شبكة لديه . وسيكون لمستخدمي خدمات النطاق العريض في المنزل القدرة على اختيار المشغل الذي سيشتركون فيه بغض النظر عن موقعهم في الدولة .

وتتضمن التدابير التنظيمية عدة خدمات أخرى كخدمة الاختيار المسبق للمشغل التي يتوقع أن تكثف المنافسة في الأسعار عبر مجموعة واسعة من خدمات الصوت والبيانات الثابتة والمتحركة .

وأكدت الهيئة أنه عند اكتمال طرحها تجارياً سيزيد حجم المنافسة والعروض السعرية في السوق مع توفير التنقل بين الشبكات أمام العملاء ولاشك في أن أهمية الخدمة عند تطبيقها ستتضاعف لقطاع الأعمال الذي يبحث عن خفض التكلفة الكلية، مشيرة إلى أن التخفيضات السعرية سوف تزيد من إقبال المستهلكين على خدمات الاتصالات والتكنولوجيا لاسيما مستخدمي أجهزة الاتصالات الذكية التي يوفرها المشغلون .