يونس النمر: 40 مليون درهم تنفقها اتصالات سنوياً للتدريب والتوطين

تنفق مؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” مايوازي 40 مليون درهم سنوياً لإنجاز برامج التدريب والتوطين للكوادر الوظيفية بمؤسستها، والوصول بمعدلات التوطين بها إلى 45% من إجمالي القوة العاملة في مستوياتها الوظيفية المختلفة .

وقال يونس عبدالعزيز النمر الرئيس التنفيذي للموارد البشرية فى “اتصالات”، إن هناك 2700 مواطن يعملون بالمؤسسة التي قطعت شوطاً طويلاً في استراتيجية التوطين، استناداً لبرامج التوظيف والتأهيل والتدريب والوظائف التي تتيجها المؤسسة في قطاع الاتصالات بالدولة .

أشار النمر في لقاء مع “الخليج” إلى أن “اتصالات” يعمل بها حالياً ما يقارب 1700 مهندس ومهندسة في قطاع الاتصالات من الكوادر المواطنة، وتشكل بذلك أكبر قوة عاملة فنية متخصصة في مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة .

ودربت المؤسسة منذ بدء أعمال وحدتها التعليمية وتنفيذ برامج التدريب الخاصة بها حتى الآن نحو 80 ألف مواطن، وعلى الرغم من التحديات الاستثمارية الكبيرة التي تواجه المؤسسة كشركة مساهمة عامة، تقدم خدمات قطاع الاتصالات مجتمعة، إلا أنها دمجت بين أنشطة المؤسسة الاقتصادية والاستثمار الطويل الأجل في الموارد البشرية، بما يخدم أنشطتها وقطاع الاتصالات بالدولة في آن واحد .

وتابع النمر أن “اتصالات” عمدت لتوسيع تجربتها علي صعيد المنطقة وامتداداً نحو الأسواق الدولية التي تعمل بها، فسعت لدعم وحداتها الخارجية في كل من آسيا وإفريقيا بالكوادر المواطنة المؤهلة، حيث يعمل نحو 70 مواطن في الاسواق الخمسة الخارجية التي تعمل بها .

وتالياً تفاصيل الحوار:


*في البداية إلى أين وصلت خطة التوطين والإحلال الوظيفي التي تتبعها المؤسسة في الوقت الحالي؟
- تعد “اتصالات” من أكبر المؤسسات الوطنية التي توفر الوظائف لمواطني الدولة، حيث يتم توظيف وتأهيل كم كبير من المواطنين سنوياً، حتى بلغ عدد المواطنين العاملين لدى المؤسسة إلى ما يناهز ال2700 موظف، أي ما نسبته 42% من إجمالي موظفيها، وحققت نسبة 80% من الإدارة العليا للمؤسسة .

ولقد طورت المؤسسة عدة برامج تأهيلية لخريجي الثانوية العامة وكليات التقنية والجامعات تمتد من سنة إلى سنتين، يتم فيها تدريب وتأهيل الطلاب الملتحقين على المهارات المطلوبة لإنجاز كافة أنواع الأعمال لديها، ويضاف إلى ذلك تنفيذ برامج تدريبية رائدة للموظفين، حيث يتم تدريب ما يقارب 6000 موظف سنوياً، وذلك من خلال أكاديمية اتصالات أو الدورات التدريبية الخارجية، وباستخدام عدة برامج مثل برنامج التدريب والتوظيف لحملة الثانوية العامة وما يعادلها، وبرنامج توظيف خريجي الجامعات وكليات التقنية وبرنامج إعداد قادة المستقبل وبرنامج القيادة المتوسطة .

ومع التوسع الكبير الذي شهدته أعمال “اتصالات” في الدولة، وبرامج التوسع الدولي لأعمالها في أسواق حيوية في المنطقة والخارج، لاتزال اتصالات تسعى إلى استقطاب أفضل المواهب والكوادر الوطنية، لتعزيز مسيرتها .

وقد أسهمت المؤسسة في إعداد جيل من الخبراء في مجال الاتصالات يعملون اليوم على دعم خططها التوسعية ويقودون عملياتها في أسواق جديدة مثل السعودية، ومصر، والسودان، وباكستان وإفريقيا، إذ يقود هذه العمليات الخارجية أكثر من 70 مواطناً من أبناء الإمارات، في تجربة جديدة تضطلع وتتفرد بها “اتصالات” .

*هل تم الاستفادة من استثماراتكم المنفقة لتطوير الوحدات التعليمية مثل “كلية” و”أكاديمية اتصالات”؟
- مما لاشك فيه أن تلك الاستثمارات قد أتت نتائجها المرجوة منها فجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وفى الفترة التي عملت فيها تحت راية اتصالات خرجت ما جاوز ال500 مهندس مواطن، ثم أنشات فيما بعد أكاديمية للتدريب والتأهيل والتطوير العاملة إلى الآن تحت اسم “أكاديمية اتصالات”، وذلك لأجل الوقوف على احتياجات المؤسسة من أدوات التدريب والتطوير، وجاوز عدد المتدربين فيها من المواطنين 80 ألف مواطن منذ إنشائها إلى اليوم، وتعمد الأكاديمية إلى تدريب وتأهيل موظفى المؤسسة أو المنتسبين لها أو شركائها في الدول الخمس عشرة التي نعمل فيها .

*ما تفسيركم لظاهرة تسرب الكوادر البشرية المواطنة من العمل في قطاع الاتصالات إلى قطاعات أخرى؟ وما الاجراءات التي قامت بها المؤسسة للحد من هذه الظاهرة؟ وهل لديكم إحصائيات تشير إلى نسبة التسرب الوظيفى فى “اتصالات”؟
- ترجع ظاهرة التسرب الوظيفي إلى تغير وضع السوق وفتح قطاع الاتصالات أمام المنافسة السوقية الشرسة ودخول لاعبين جدد إلى القطاع ممثلين بالمشغل الآخر، وهيئة تنظيم الاتصالات والشركات التي تعمل عموماً في قطاع الاتصالات إلى جانب الإغراءات المقدمة من الشركات الكبرى في القطاعات الاستراتيجية الأخرى، وهي ما تواكب رغبة الكوادر في تسلم مناصب قيادية قد تجدها في الشركات الأخرى .

ويأتي التوزيع الجغرافي كأحد أهم الأسباب التي أدت إلى التسرب بحيث تتركز معظم الوظائف في أبوظبي ودبي، إلا أن المؤسسة دائماً تعيد صياغة سياسة الحوافز للموظفين وخاصة المواطنين منهم، وأجرت مؤخراً العديد من التعديلات، والمنح الإضافية التي أرجعت التوازن للبيئة الوظيفية في اتصالات، أما نسبة التسريب فقد وصلت وفق آخر الإحصائيات الموثوقة لدينا 5%، بينما بلغ المعدل في كثير من القطاعات داخل الدولة من 10% إلى 12% .

*ما المستويات الوظيفية الأكثر جذباً للكوادر المواطنة في قطاع الاتصالات بشكل عام، وبالأخص داخل المؤسسة؟
- وصلت نسبة المواطنين في المناصب القيادية نحو 80%، وقد برهنت هذه الكفاءات أنها بحجم التحدى وعند ثقة المؤسسة بها، ولأن مهام ووظائف المؤسسة تتطلب توفير كفاءات وطنية على مستوى القيادات المتوسطة، وعلى مستوى الفنيين، فقد عمدت “اتصالات” إلى إنشاء برامج تدريبية خاصة لحملة المؤهلات العلمية المتوسطة، ومن أهم هذه البرامج برنامج تطوير الإدارة المتوسطة - الذي يستهدف المشرفين والمديرين الحديثي التعيين، وبرنامج المعهد المعتمد لشؤون الأفراد والتنمية الذي يعد جواز السفر للدخول إلى مهنة إدارة وتطوير الموارد البشرية وللتقدم في هذا المجال، وبرنامج شهادة المعايير الدولية للتقارير المالية، وقد بلغت نسبة المواطنين الموظفين في المناصب الإدارية المتوسطة في المؤسسة نحو 67% .

وقد نجحت “اتصالات” من خلال برامج تدريب خريجي كليات التقنية في رفع نسبة الفنيين من الموظفين المواطنين إلى 35% من القوى الفنية العاملة فيها إلى ما يعادل 942 موظفاً . وبلغ عدد المواطنات العاملات في المؤسسة 770 مواطنة، وعدد الموظفين المواطنين الإجمالي 2700 مواطن .

*ما حجم استثماراتكم في تطوير الموارد البشرية الخاصة بالمؤسسة؟
- يبلغ حجم الميزانية السنوية لبرامج تدريب وتأهيل كوادر اتصالات نحو 40 مليون درهم تنفق بشكل عام على خطط وآليات تدريب ورفع كفاءة الكوادر الوظيفية المواطنة وزيادة إلمامها بأساليب العمل الحديثة في مجال الاتصالات .


معارض التوظيف

حول حصول المؤسسة على احتياجاتها من الكوادر الوطنية قال يونس عبدالعزيز النمر أن المؤسسة تحصل على احتياجاتها من العمالة الوطنية من خلال طرق عدة، لعل أهمها معارض التوظيف سواء بالمشاركة في معارض “توظيف أبوظبي”، و”دبي للوظائف”، و”رأس الخيمة للتعليم والتدريب والتوظيف”، معرض “الفجيرة للتوظيف”، وفي غيرها من المعارض .

إلى جانب التعاون الدائم مع مجالس التوطين على المستويات المحلية أو بالتعاون والتنسيق مع الحكومة الاتحادية، وتعمل “اتصالات” على التعاون والتنسيق الدائم مع مجالس التوطين على المستويات المحلية أو بالتعاون والتنسيق مع الحكومة الاتحادية بهدف وضع السبل والآليات الكفيلة بدفع جهود التوطين في الدولة .


الشراكة مع الجامعات

حول الشراكة بين إتصالات والجامعات قال النمر أن الشراكة ضرورة تفرضها توسعات العمل في الاسواق الخارجية، ولأننا نتحدث عن قطاع عالمي أو تكنولوجيا عالمية، فقد وجدنا أن الوسيلة الفضلى للإطلاع على أحدث البحوث والتجارب العالمية في هذا السياق، هي عقد شراكات مع أفضل المعاهد والكليات العالمية المتخصصة بهدف إيفاد موظفيها للدراسة فيها .

وفي هذا السياق أتاحت المؤسسة لعدد من موظفيها فرصة المشاركة في برامج عدة منها برنامج قادة المستقبل المتخصص في تأهيل المواطنين لشغل المناصب العليا في المؤسسة .

وتوفر “اتصالات” العديد من برامج التدريب الدولية منها برنامج شهادة المعهد المعتمد لشؤون الأفراد والتنمية من جمهورية إيرلندا، حيث يعنى البرنامج بالقائمين على إدارة وتطوير العاملين وقيادة عملية تطوير وتعزيز الإجراءات المهنية في مجال إدارة وتطوير الموارد البشرية، إضافة لبرنامج شهادة المعايير الدولية للتقارير المالية لتدريب وتأهيل الموظفين على أسس المبادئ والمعايير التي تم تبنّيها من قبل مجلس معايير المحاسبة الدولية، وقد تخرج في هذا البرنامج 150 موظفاً، وبرنامج تدريب الإدارة المتوسطة وتخرج فيه أيضاً 145 موظفاً .


مبادرة “إبشر”

قال النمر أن مشاركتنا فى مبادرة “إبشر” من وجهين متوازيين يصبان في المصلحة العامة، إذ بدأت اتصالات في تعيين عدد كبير من المواطنين عملاً بتفاهمات المبادرة ووفق احتياجاتها التشغيلية من جانب، وكذلك تدريب وتأهيل قرابة 1000 مواطن بالتنسيق مع وزارة شئون الرئاسة مستفيدة من إمكاناتها التدريبية الهائلة المتمثلة في أكاديمية “اتصالات” .